(قوله صلى الله عليه وسلم: (من أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا طوقه إلى سبع أرضين) هذا وعيدٌ شديدٌ، يفيد: أن أخذ شيء من الأرض بغير حقه من أكبر الكبائر على أي وجه كان من غضب، أو سرقة، أو خديعة، قليلًا كان أو كثيرًا. ألا تسمع قوله صلى الله عليه وسلم:(وإن كان قيد شبر).
واختلف في معنى:(طوقه). فقيل: معناه: كلّف أن يطيق حمله، كما قال تعالى:{وَمَن يَغلُل يَأتِ بِمَا غَلَّ يَومَ القِيَامَةِ} وقد جاء في غير مسلم: (جاء يحمله يوم القيامة إلى سبع أرضين)(١) وفي أخرى: (كُلِّف أن يحمل ترابها إلى المحشر)(٢). وقيل: جعلت في عنقه كالطَّوق؛ كما قال تعالى:{سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَومَ القِيَامَةِ} وهو ظاهر حديث عائشة رضي الله عنها: (طوقه من سبع أرضين). وقيل:
(١) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٤/ ١٧٦): رواه الطبراني في الكبير والصغير. (٢) رواه أحمد (٤/ ١٧٢ و ١٧٣) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٤/ ١٧٥) رواه أحمد والطبراني في الكبير. وانظر: الترغيب والترهيب رقم (٢٧٨٣).