(٤٣) ومن باب: فضائل زيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب الكلبي مولى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
ويكنى: أبا أسامة بابنه أسامة بن زيد، وكان أصابه سباءٌ في الجاهلية فاشتراه حكيم بن حزام لخديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فوهبته للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وذلك قبل النبوَّة بمكة، وزيد ابن ثماني سنين، فأعتقه، وتبناه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكان يطوف به على حلق قريش ويقول: هذا ابني وارثًا، وموروثًا (١) - يُشهدهم على ذلك -. وذكر عن الزهري: أنَّه قال: ما علمت أحدًا أسلم قبل زيد. وروي عن الزهري من وجوه: أن أوَّل من أسلم خديجة. وقُتِل زيد بمؤتة من أرض الشام سنة ثمان من الهجرة، وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمَّره في تلك الغزاة، وقال: إن قُتِل زيدٌ فجعفر، فإنَّ قُتِل جعفر فعبد الله بن رواحة (٢) فقُتِل الثلاثة في تلك الغزاة، ولما أتى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نعي زيد، وجعفر بكى، وقال: أخواي، ومؤنساي، ومحدثاي (٣).
و(قوله: ما كنَّا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد ابن محمَّد) كان التبنِّي معمولًا به في الجاهلية والإسلام، يُتوارث به، ويُتناصر، إلى أن نسخ الله ذلك كله بقوله:{ادعُوهُم لآبَائِهِم هُوَ أَقسَطُ عِندَ اللَّهِ} أي: أعدلُ. فرفع الله تعالى
(١) انظر: الإصابة (٣/ ٢٥). (٢) رواه أبو داود (٢٦٢٧). (٣) ذكره ابن الأثير في الاستيعاب (٢/ ٢٨٤).