(١٠ و ١١ و ١٢) ومن باب: شجاعة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجوده وحُسن خلقه (١)
(قوله: فزع أهل المدينة) أي: ذعروا من عدوٍّ دهمهم، وقد قدمنا أن الفزع يقال على أوجه متعددة، ولم تراعوا أي: لم يصبكم روعٌ، أو لا روع عليكم.
و(قوله: وجدناه بحرًا) يعني: الفرس، أي: وجدناه يجري كثيرًا جريًا متتابعًا كالبحر. وقد تقدَّم: أن أصل البحر: السَّعة، والكثرة. ويقال: فرس سحبٌ، وبحرٌ، وسكب، وفيض، وغمر: إذا كان سريعًا، كثير الجري، شديد العدو.
و(قوله: وكان فرسًا يُبَطَّأ) أي: يُنسب البطء إليه، ويعرف به، فلما ركبه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أدركته بركته، فسابق الجياد، وصار نعم العتاد (٢). والرواية
(١) شرح المؤلف -رحمه الله- تحت هذا العنوان ما أشكل أيضًا في باب: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وباب: ما سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا وقال لا. (٢) يقال: فرس عتد: شديدٌ، تامُّ الخَلْق، سريع الوثبة، معدٌّ للجري.