النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:(تسمُّون أولادكم محمدًا، ثم تلعنونهم)(١) وبما كتب عمر - رضي الله عنه - إلى الكوفة من قوله:(لا تسمُّوا أحدًا باسم نبي)(٢) وبأمره جماعة بالمدينة بتغيير أسماء أبنائهم محمدًا، ولا حجَّة في شيء من ذلك. أما الحديث: فغير معروف عند أهل النقل، وعلى تسليمه فمقتضاه النهي عن لعن من اسمه محمد (٣)، لا عن التسمية به. وقد قدَّمنا النصوص الدالة على إباحة التسمية بذلك، بل: قد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث كثيرة تدلُّ على الترغيب، في التسمية بمحمد؛ كقوله - صلى الله عليه وسلم -: (ما ضرَّ أحدكم أن يكون في بيته محمد، ومحمدان)(٤) وكقوله - صلى الله عليه وسلم -: (ما اجتمع قوم في مشورة فيهم رجل اسمه محمد فلم يدخلوه فيها إلا لم يبارك لهم فيها)(٥) ومثله كثير. وأما أمر عمر - رضي الله عنه -: فكان بسبب: أنه سمع رجلًا يقول لابن أخيه محمد بن زيد بن الخطاب: فعل الله بك يا محمد، وصنع بك. فدعا عمر به، وقال: ألا أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسبُّ بك! والله! لا تدعى
(١) رواه البزار كما في كشف الأستار (١٩٨٧)، وأبو يعلى (٣٣٨٦). وانظر: مجمع الزوائد (٨/ ٤٨). (٢) رواه أبو جعفر الطبري كما في "الشفا" للقاضي عياض (٤٧٠٢). (٣) وكذا اللعن منهيٌّ عنه بشكلل عام أيًّا كان الاسم. (٤) رواه ابن سعد في الطبقات (٥/ ٣٨). (٥) ذكره ابن الجوزي في الموضوعات (١/ ١٥٦). قال ابن عدي: هذا حديث غير محفوظ، وأحمد الشامي هو عندي ابن كنانة، وهو منكر الحديث. قال أبو عروبة: وعثمان الطرائفي عنه عجائب، يروي عن مجهولين.