في وسطها دخل المأمون بلاد الرّوم، فنازل لؤلؤة [١] مائة يوم، ولم يظفر بها، فترك [٢] على حصارها عجيفا [٣] فخدعه أهلها وأسروه ثم أطلقوه بعد جمعة، ثمّ أقبل عظيم الرّوم توفيل فأحاط بالمسلمين، فجهّز المأمون نجدة وغضب، وهمّ بغزو قسطنطينيّة، ثم فتر لشدة الشتاء.
وفيها كان الحريق العظيم [٤] بالبصرة، حتّى أتى على أكثرها كما قيل [٥] .
وفيها، وقيل في التي مضت، توفي الحجّاج بن منهال البصريّ أبو
[١] قلعة قرب طرسوس تقع الآن في الجنوب الأوسط من تركيا المعاصرة. انظر: «معجم البلدان» لياقوت (٥/ ٢٦) ، و «أطلس التاريخ العربي» للأستاذ شوقي أبو خليل ص (٥٧) طبع دار الفكر بدمشق. قلت: ولكن ما جاء في «تاريخ الطبري» (٨/ ٦٢٨) و «معجم البلدان» يشير إلى فتح القلعة آخر الأمر. [٢] في الأصل والمطبوع: «فنزّل» وما أثبته من «العبر» للذهبي (١/ ٣٧١) ، وفي «تاريخ الطبري» : «فخلّف» . [٣] هو عجيف بن عنبسة. انظر: «تاريخ الطبري» (٨/ ٦٢٨) . [٤] في «العبر» للذهبي: «الفناء العظيم» . [٥] في المطبوع، و «العبر» : «فيما قيل» .