فيها كانت بالمغرب حروب مزعجة وملاحم، وخرجت طائفة كثيرة، وبايعوا عبد الواحد الهواريّ، والتفت [١] عليه أمم من البربر [٢] ثم نصر عليهم المسلمون، وقتلوا خلقا كثيرا.
وفيها توفي قاضي البصرة أبو واثلة إياس بن معاوية بن قرّة المزنيّ الليثيّ، [أحد من][٣] يضرب بذكائه وفطنته المثل. روى عن أنس وجماعة [٤] ووثقه ابن معين، ولا رواية له في الكتب الستة.
كان صاحب فراسة.
قال الحريريّ: فإذا ألمعيتي ألمعيّة ابن عبّاس، وفراستي فراسة إياس.
وقال أبو تمّام:
إقدام عمرو في شجاعة حاتم [٥] ... في حلم أحنف في ذكاء إياس [٦]
[١] في «العبر» للذهبي (١/ ١٥٥) : «والتف» وهو أصوب. [٢] في الأصل، والمطبوع: «السرير» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» للذهبي. [٣] زيادة من «العبر» للذهبي. [٤] انظر «تهذيب الكمال» للمزي (٣/ ٤٠٧- ٤٠٨) ، طبع مؤسسة الرسالة. [٥] في الأصل، والمطبوع: «في شجاعة عنتر» وهو خطأ، والتصحيح من «ديوانه» بشرح الخطيب التبريزي. [٦] البيت في «ديوانه» بشرح الخطيب التبريزي (٢/ ٢٤٩) طبع دار المعارف بمصر.