وفيها في سلخ رجب توفي فقيه العصر والإمام الكبير والجليل الخطير، أبو عبد الله محمد بن إدريس الشّافعيّ المطلبيّ بمصر، وله أربع وخمسون سنة. أخذ عن [١] مالك، ومسلم بن خالد الزّنجي، وطبقتهما. وكان مولده بغزّة. ونقل إلى مكّة وله سنتان.
قال المزنيّ: ما رأيت أحسن وجها من الشّافعيّ، إذا قبض على لحيته لا تفضل عن قبضته.
وقال الزّعفرانيّ: كان خفيف العارضين يخضب بالحناء. وكان حاذقا بالرّمي يصيب تسعة من العشرة.
وقال الشّافعيّ: استعملت اللّبان سنة للحفظ [٢] فأعقبني صبّ الدّم سنة.
قال يونس بن عبد الأعلى: لو جمعت أمة لوسعهم [عقله][٣] .
[١] في الأصل: «أخذ من» وأثبت ما في المطبوع. [٢] في المطبوع: «الحفظ» ، واللّبان: نبات، وانظر الخبر والتعليق عليه في «سير أعلام النبلاء» للذهبي (١٠/ ١٥) تحقيق الأستاذ الفاضل محمد نعيم العرقسوسي، بإشراف الأستاذ الشيخ شعيب الأرناؤوط، وفي «العبر» (١/ ٣٤٤) . [٣] زيادة من «سير أعلام النبلاء» .