فيها توفي أبو الحسن المحاملي [١] ، شيخ الشافعية، أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضّبّي. تفقه على والده أبي الحسين، وعلى الشيخ أبي حامد الإسفراييني، ورحل به أبوه، فأسمعه بالكوفة من [ابن] أبي السري [٢] البكّائي، ومات في ربيع الآخر، عن سبع وأربعين سنة، وكان عديم النظير في الذكاء والفطنة، صنّف عدة كتب.
قال الشيخ أبو حامد: هو اليوم أحفظ للفقه [٣] مني.
وحكي عن ابن الصلاح [٤] ، عن الفقيه سليم، أن المحامليّ لما صنّف كتبه «المقنع» و «المجرد» وغير ذلك من كتب أستاذه أبي حامد، ووقف عليها [٥] ، قال: بتر كتبي، بتر الله عمره [٦] فما عاش إلّا يسيرا [٧] ، حتّى مات
[١] انظر «العبر» (٣/ ١٢١) و «سير أعلام النبلاء» (١٧/ ٤٠٣- ٤٠٥) . [٢] في «آ» و «ط» : (من أبي السر» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» و «تاريخ بغداد» (٤/ ٣٧٢) وهو أبو الحسين علي بن عبد الرحمن البكائي انظر «الأنساب» (٢/ ٢٧٠) . [٣] لفظة «للفقه» سقطت من «العبر» فتستدرك فيه. [٤] في «ط» : «وحكى ابن الصلاح» . [٥] يعني ووقف عليها شيخه أبو حامد. [٦] في «آ» و «ط» : «نثر كتبي، نثر الله عمر» والتصحيح من «الأسماء واللغات» للنووي (٢/ ٢١٠) . [٧] في «آ» : «إلا اليسير» وأثبت لفظ «ط» .