فيها وثب العلويّ قائد الزّنج على الأبلّة، فاستباحها وأحرقها، وقتل بها نحو ثلاثين ألفا، فساق لحربه سعيد الحاجب، فالتقوا فانهزم سعيد واستحر القتل [١] بأصحابه، ثم دخلت الزّنج البصرة، وخرّبوا الجامع، وقتلوا بها اثني عشر ألفا، فهرب باقي أهلها بأسوأ حال، فخربت ودثرت.
وفيها قتل [ميخائيل بن] توفيل [٢] طاغية الرّوم، قتله بسيل [٣] الصّقلبيّ.
وفيها توفي المحدّث المعمّر، أبو علي الحسن بن عرفة العبديّ البغداديّ المؤدّب، وله مائة وسبع سنين. سمع إسماعيل بن عيّاش وطبقته، وكان يقول: كتب عني خمسة قرون.
قال النسائيّ: لا بأس به.
[١] في الأصل، والمطبوع: «واستبحر القتل» والتصحيح من «العبر» للذهبي (٢/ ١٩) ، و «مرآة الجنان» لليافعي (٢/ ١٦٩) . [٢] قلت: في الأصل، والمطبوع، و «العبر» للذهبي (٢/ ١٩) : «وفيها قتل توفيل» وهو خطأ، والتصحيح من «تاريخ الطبري» (٩/ ٤٨٩) ، و «الكامل في التاريخ» لابن الأثير (٧/ ٢٤٩) طبع دار صادر، والصواب في قتل والده «توفيل» أنه كان سنة (٢٢٧) . انظر: «تاريخ الطبري» (٩/ ١٢١) . [٣] في الأصل، والمطبوع: «سيل» وهو خطأ، والتصحيح من «تاريخ الطبري» ، و «الكامل» لابن الأثير، و «العبر» للذهبي.