وقع فيها في جمادى الآخرة حريق بدمشق ظاهر باب الفرج لم يعهد مثله، بحيث كانت عدة الحوانيت المحرقة سبعمائة سوى البيوت [١] .
وفيها توفي كمال الدّين أبو العبّاس أحمد بن عمر بن أحمد [بن أحمد][٢] بن مهدي، الإمام العالم الورع المصري الشافعي النّشائي [٣]- بالنون والمعجمة مخففا، نسبة إلى نشا قرية بريف مصر-.
ولد في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وستمائة، وسمع من الحفّاظ الدّمياطي، ورضي الدّين الطبري، وجماعة. واشتغل على والده وغيره من مشايخ العصر، ودرس بجامع الخطيري [٤] وخطب به، وأمّ أول ما بني، وأعاد بالظّاهرية والصّالحية، وغيرها. وصنّف التصانيف المفيدة الجامعة المحرّرة، منها «المنتقى» في خمس مجلدات، و «جامع المختصرات» وشرحه في ثلاث مجلدات. و «نكت التنبيه» وهو كتاب مفيد، و «الإبريز في الجمع بين الحاوي والوجيز» و «كشف غطاء الحاوي» و «مختصر سلاح المؤمن» وكلامه في مصنّفاته قويّ مختصر جدا. وفي فهمه عسر، فلذلك أحجم كثير من الناس عن مصنّفاته.
وسمع منه، وحدّث عنه زين الدّين العراقي، وابن رجب الحنبلي.
[١] ذكر هذا الخبر الحافظ السخاوي بتوسع في «الذيل التام على دول الإسلام» فراجعه فهو مفيد. [٢] ما بين الرقمين لم يرد في «آ» ومعظم المصادر. [٣] انظر «ذيول العبر» ص (٣١١) و «طبقات الشافعية الكبرى» (١٠/ ١٩) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (٢/ ٥١٠) و «النجوم الزاهرة» (١٠/ ٣٢٣- ٣٢٤) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٣/ ١٢- ١٥) و «الدّرر الكامنة» (١/ ٢٢٤- ٢٢٥) و «حسن المحاضرة» (١/ ٢٣٩) . [٤] هو جامع الأمير أيدمر الخطيري ببولاق. انظر «النجوم الزاهرة» (٨/ ٢٢٣) الحاشية رقم (٢) .