ووجّه الأبيات مع وصيف وألف دينار، فلذلك قلت فيه قصيدتي الغرّاء التي سارت واشتهرت في العجم والعرب:
إنما الدّنيا أبو دلف ... بين باديه ومحتضره
فإذا ولّى أبو دلف ... ولّت الدّنيا على أثره [٤]
حدّث الزّعفرانيّ قال: لما بلغ المأمون قول عليّ بن جبلة في أبي دلف:
كلّ من في الأرض من عرب ... بين باديه إلى حضره
مستعير منك مكرمة ... يكتسيها يوم مفتخره [٥]
استشاط غضبا وقال: ويل لابن الزانية، يزعم أنا لا نعرف مكرمة إلّا وهي مستعارة من أبي دلف، وطلبه، فهرب، فكتب في طلبه وأخذه، فحمل إليه، فلما مثل بين يديه قال: يا ابن اللّخناء [٦] أنت القائل كيت وكيت؟ وقرأ البيتين. أجعلتنا نستعير المكارم منه. فقال: عنيت أشكال أبي دلف، وأما أنتم فقد أبانكم الله بالفضل عن سائر عباده لما اختصكم به من النّبوّة، والكتاب، والحكمة، والملك، وما زال يستعطفه حتّى عفا عنه.
[١] في «الأغاني» : «قليل بقاؤه» . [٢] في الأصل، والمطبوع: «يقيم» وأثبت لفظ «الأغاني» . [٣] الأبيات في «الأغاني» (٢٠/ ٢٥) . [٤] البيتان في «الورقة» ص (١٠٧) ، و «الأغاني» (٢٠/ ١٥ و ٢٥) ، و «وفيات الأعيان» (٣/ ٣٥١) ، و «سير أعلام النبلاء» (١٠/ ١٩٢) . [٥] البيتان في «الأغاني» (٢٠/ ٤١) ، و «وفيات الأعيان» لابن خلكان (٣/ ٣٥١) ، و «سير أعلام النبلاء» (١٠/ ١٩٢- ١٩٣) . [٦] في الأصل: «يا ابن الخناء» وهو خطأ، وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب. قال ابن منظور: اللّخن: قبح ريح الفرج، وامرأة لخناء. ويقال: اللّخناء التي لم تختن. «لسان العرب» (لخن) .