قال أبو عمرو: كنت رأسا والحسن حيّ. ونظرت في العلم قبل أن أختن.
وقال أبو عبيدة: كان أبو عمرو أعلم النّاس بالقرآن، والعربية، والشعر، وأيام العرب.
قال: وكانت دفاتره ملء بيت إلى السقف، ثمّ تنسّك فأحرقها. قاله في «العبر»[١] .
وقال ابن الأهدل: فاحترقت كتبه، فلما رجع إلى علمه الأول، لم يكن عنده إلّا ما حفظه، وهو في النحو في الطبقة الرّابعة من علي.
قال الأصمعيّ: سألته عن ألف مسألة، فأجابني فيها بألف حجّة.
وفيه يقول الفرزدق مفتخرا:
ما زلت أفتح أبوابا وأغلقها ... حتّى أتيت أبا عمرو بن عمّار [٢]
وكنيته اسمه على الصحيح [٣] وكان إذا دخل رمضان لم ينشد بيتا حتّى ينقضي. ودخل يوما على سليمان بن علي عمّ السّفّاح، فسأله عن شيء فصدّقه، فلم يعجبه فخرج أبو عمرو وهو يقول:
أنفت من الذّلّ عند الملوك ... وإن أكرموني وإن قرّبوا
إذا ما صدقتهم خفتهم ... ويرضون منّي بأن أكذب
[١] (١/ ٢٢٣) . [٢] البيت في «ديوانه» (١/ ٣٨٢) وروايته فيه: ما زلت أفتح أبوابا وأغلقها ... حتى لقيت أبا عمرو بن عمار [٣] قال الذهبي: اسمه زبّان على الأصح، وقيل: العريان، وقيل: يحيى، وقيل: محبوب، وقيل: جنيد، وقيل: عيينة، وقيل: عثمان، وقيل: عيّاد. انظر «معرفة القرّاء الكبار» (١/ ١٠٠) طبع مؤسسة الرسالة.