وكان مجاب الدعوة، زحمه إنسان بين القصرين فرماه على ظهره، فدعا عليه بالتوسيط [١] ، فوسّطه الباشا آخر النهار.
وكانت وفاته غريقا في الخليج بالقرّب من الزاوية الحمراء. انتهى.
وفيها جمال الدّين محمد بن عمر بن مبارك بن عبد الله الحميري الحضرمي الشافعي، الشهير ببحرق [٢]- بحاء مهملة بعد الموحدة، ثم راء مفتوحة، بعدها قاف-.
قال في «النور» : ولد بحضرموت ليلة النصف من شعبان سنة [٣] تسع وستين وثمانمائة، ونشأ بها، فحفظ القرآن ومعظم «الحاوي» و «منظومة البرماوي» في الفقه، والأصول، والنحو، وأخذ عن جماعة من فقهائها، ثم ارتحل إلى عدن، ولازم الإمام عبد الله بن أحمد بامخرمة [٤] ، وكان غالب انتفاعه به، ثم ارتحل إلى زبيد، وأخذ عن علمائها، كالإمام جمال الدّين الصّايغ، والشريف الحسين الأهدل، وألبسه خرقة التصوف، وعادت عليه بركته، وحجّ فسمع من السّخاوي [٥] ، وسلك السلوك في التصوف، وحكى عنه أنه قال: دخلت الأربعينية بزبيد فما أتممتها إلا وأنا أسمع أعضائي كلها تذكر الله تعالى.
ولزم الجدّ والاجتهاد في العلم والعمل، وأقبل على نفع الناس إقراء، وإفتاء، وتصنيفا.
وكان- رحمه الله تعالى- من محاسن الدّهر، من العلماء الراسخين والأئمة المتبحرين، له اليد الطولى في جميع العلوم.
وصنّف في أكثر الفنون.
[١] في «آ» : «بالتوسط» . [٢] ترجمته في «النور السافر» ص (١٤٣- ١٥٢) و «الضوء اللامع» (٨/ ٢٥٣- ٢٥٤) وعبارة «على ابنته» التي بين الحاصرتين في الترجمة مستدركة منه و «الأعلام» (٦/ ٣١٥- ٣١٦) . [٣] في «ط» : «ليلة» . [٤] في «آ» و «ط» : «مخرمة» والصواب ما أثبته. [٥] تحرفت في «ط» إلى «السخاوي» .