حتى صار أعرف أهل زمانه، وقدم بغداد واستوطنها، ودرّس النحو بالمدرسة النظامية مدة، وانتفع به خلق كثير، ومن جملة من أخذ عنه ملك النّحاة [١] الحسن بن صافي.
وروى عنه أبو طاهر السّلفي قال: جالسته ببغداد وسألته عن أحرف في [٢] العربية.
وقال أنشدني لبعض النّحاة:
النّحو شؤم كلّه فاعلموا ... يذهب بالخير [٣] من البيت
خير من النحو وأصحابه ... ثريدة تعمل بالزيت
توفي يوم الأربعاء ثالث عشر ذي الحجة ببغداد.
قال ابن خلّكان: ولم أعرف أنسبه بالفصيحي إلى كتاب «الفصيح» لثعلب أم لشيء آخر؟
وفيها أبو عبد الله نصير الدّين محمد بن عبد الله بن الحسين السّامرّي، الفقيه الفرضي الحنبلي، ويعرف بابن سنينة- بسين مهملة مضمومة ونونين مفتوحتين بينهما ياء تحتية ساكنة [٤]-.
قال ابن النجار: ولد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة بسامرا.
وسمع من ابن البطّي، وأبي حكيم النّهرواني، وغيرهما ببغداد، وتفقّه على أبي حكيم ولازمه، وبرع في الفقه والفرائض، وصنّف فيهما تصانيف
[١] تصحفت في «ط» إلى «ملك النجاة» . [٢] في «وفيات الأعيان» : «من» . [٣] في «وفيات الأعيان» : «بالخبز» . [٤] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (٢/ ٤٧٠- ٤٧١) و «تاريخ الإسلام» (٦٢/ ٢٨٨) و «سير أعلام النبلاء» (٢٢/ ١٤٤- ١٤٥) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ١٢١- ١٢٢) .