تصدّر للاشتغال [٢] خمسين سنة [وعاش بضعا وسبعين سنة][٣] .
وفيها أبو محمد عبد الصمد بن بديل بن الخليل الجيلي [٤] المقرئ الحنبلي.
قال ابن القطيعي: قدم بغداد، ونزل باب الأزج، وقرئ عليه القرآن بالروايات الكثيرة، ورواها عن أبي العلاء الهمذاني [٥] وكان عالما ثقة ثبتا فقيها مفتيا، وكان اشتغاله بالفقه على والدي رحمه الله. وناظر، ودرّس، وأفتى، وكتب إليّ وأنا مسافر كتابا ذكر لي فيه ما أحببت ذكره لبركته: الله الله، كن مقبلا مديما على شؤونك مشتغلا، بما أنت بصدده، ولا تكن مضيعا أنفاسا معدودة وأعمارا محسوبة، واجعل ما لا يعنيك دبر أذنك، وأغمض عينيك [٦] عما ليس من حظها، واطلب من ريحانه ما حلّ لك، ودع ما حرّم عليك، وبذلك تغلب شيطانك [٧] ، وتحوز مطالبك، والسلام.
توفي- رحمه الله- سنة تسع وستين [٨] وخمسمائة، ودفن بمقبرة أحمد بالقرب من بشر الحافي، رضي الله عنهما. انتهى.
وقال ابن النجار: صحب القاضي أبا يعلى، وتفقّه عليه، وكان خصيصا
[١] قلت: وشرح أيضا كتاب «اللّمع» لابن جنّي في مجلدين، قال ابن خلّكان في «وفيات الأعيان» (٢/ ٣٨٢) : ولم أر مثله مع كثرة شروح هذا الكتاب. [٢] في «آ» و «ط» : «للاشتغال» وأثبت لفظ «العبر» مصدر المؤلف. [٣] ما بين حاصرتين سقط من «آ» وأثبته من «ط» و «العبر» . [٤] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (١/ ٣٢٩- ٣٣٠) . [٥] تصحفت في «آ» و «ط» و «ذيل طبقات الحنابلة» إلى «الهمداني» والتصحيح من ترجمته في «معرفة القراء الكبار» (٢/ ٥٤٢) . [٦] في «آ» و «ط» : «عينك» وما أثبته من «ذيل طبقات الحنابلة» . [٧] تحرفت في «آ» إلى «سليمانك» . [٨] تحرفت في «آ» إلى «وخمسين» .