للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: ٢٤١].

ومن معاني اسم الله الجبار قهر الجبابرة والمتكبرين والمتعالين بنزع الملك منهم كعاد وثمود وما ينتظرهم في الآخرة أعظم وفي الحديث: «أَنَا الْجَبَّارُ فَأَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟».

ومن معانيه العلو بكل معانيه (١).

• كيفية التعبد بهذا الاسم:

١ - أن نعتز بالله وتمتلأ قلوبنا تعظيمًا له تعالى وأن عاقبة كل جبار وخيمة ويقول تعالى في القيامة: «أَنَا الْجَبَّارُ فَأَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟».

٢ - أن يكون شعارنا جبر الخواطر المنكسرة سواء بالمال أو بالكلمة الطيبة أو بالشفاعة الحسنة أو بالرفق بالناس أو بخفض الجناح.

٣ - أن نتذكر في ركوعنا أحيانًا قوله : «سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ» سبق في «سلسلة الفوائد الحديثية والفقهية» (٢/ ٢٩٣) وهو من الأحاديث المختلف فيها ولمن حسنه وجه.


(١) وفي «تفسير أسماء الله الحسنى» (ص: ١٧٧) للسعدي معاني اسم الله الجبار: … فهو الذي يجير الضعيف، وكل قلب منكسر لأجله، فيجبر الكسير ويغني الفقير ويُيّسر على المعسر كل عسير، ويجبر المصاب بتوفيقه للثبات، والصبر، ويعيضه على مصابه أعظم الأجر إذا قام بواجبها، ويجبر جبراً خاصاً قلوب الخاضعين لعظمته وجلاله، وقلوب المحبين بما يفيض عليها من أنواع كراماته، وأصناف المعارف والأحوال الإيمانية فقلوب المنكسرين لأجله جبرها دان قريب وإذا دعا الداعي فقال: «اللهم أجبرني، فإنه يريد هذا الجبر الذي حقيقته اصلاح العبد ودفع جميع المكاره عنه».
والمعنى الثاني: أنه القهار لكل شيء، الذي دان له كل شيء، وخضع له كل شيء.
والمعنى الثالث: أنه العلي على كل شيء، فصار الجبار متضمناً لمعنى الرؤوف القهار العلي، وقد يراد به معنى رابع وهو المتكبر عن كل سوء، ونقص، وعن مماثلة أحد، وعن أن يكون له كفؤ أو ضد أو سمي أو شريك في خصائصه، وحقوقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>