﵌ في السلب، فحطت فخلات ناقتي (١)، فمر بي رسول الله ﷺ وأنا أضربها، فقال: «لا تضربها حلل حل (٢)»، فقامت، فسارت مع النبي ﷺ(٣).
٩٢ - أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد البسري، قال: حدثنا أبو عمر ابن مهدي، قال: حدثنا محمد بن مخلد، قال: حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان (٤)، عن فراس (٥)، عن الشعبي، حدثنا جابر: أن أباه استشهد يوم أحد، وترك ست بنات، [فلما حضر جداد النخل أتيت رسول الله ﷺ، فقلت: يا رسول الله، قد علمت أن والدي استشهد يوم أحد](٦)، وترك دينا كبيرا، وإني أحب أن يراك الغرماء، قال: اذهب فبيدر كل تمرة على ناحيته، ففعلت، ثم دعوته، فلما نظروا إليه كأنما أغروا تلك الساعة، فلما رأى النبي ﷺ ما يصنعون، أطاف حول أعظمها بيدرا (٧) ثلاث مرات، ثم جلس عليه، ثم قال لي:«ادع أصحابك»، فما زال يكيل لهم حتى أدى الله أمانة والدي، وأنا راض أن يؤدي
(١) خلات الناقة خلاء: أي حرنت، والحران أن يقف فلا يتحرك وإن ضرب. العين: (٣/ ٢٠٩)، غريب الحديث للحربي: (٢/ ٤٤٦) مادة (حرن)، تهذيب اللغة: (٥/ ٨). (٢) حل: لفظ يستعمل لزجر الإبل لتنهض وتسير. العين: (٣/ ٢٧)، مشارق الأنوار: (١/ ١٩٥) مادة (حل). (٣) أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني: (٣/ ١٠٥/ ح ١٤٢٢)، والبغوي في معجم الصحابة: (٢/ ١٠٩/ ح ٤٨٤ - ٤٨٥)، وابن قانع في معجم الصحابة: (١/ ٢٠٨/ ح ٢٣٩)، والطبراني في المعجم الكبير: (٣/ ٢١٥/ ح ٣١٧٠ - ٣١٧١)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة: (٢/ ٧١٥ - ٧١٦/ ح ١٩١٢) جميعهم من طرق عن محمد بن حمران عن عطية به، وأخرجه ابن سعد في الطبقات: (٧/ ٧٦)، وابن حبان في الثقات: (٣/ ٨٦) كلاهما من طرق عن عطية الدعاء عن الحكم بن الحارث به. وإسناد المصنف ضعيف، فيه إبراهيم بن فهد البصري وهو ضعيف، وفيه عطية بن سعد الدعاء وهو مقبول. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: (٩/ ١١): «رواه الطبراني ورجاله ثقات». (٤) هو أبو معاوية شيبان بن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي البصري، نزيل الكوفة، ثقة. (٥) هو أبو يحيى فراس - بكسر أوله وبمهملة - ابن يحيى الهمداني الحارثي الكوفي المكتب، صدوق ربما وهم. (٦) زيادة غير واردة في الأصل، استدركتها من مصادر الخبر، ويبدو أنه سقط في المتن وقع للمؤلف أو الناسخ. (٧) البيدر: مكان يوضع فيه التمر عند الجداد قبل أن يوضع في الأوعية وينقل إلى البيوت، ويسمى أيضا: الجرين والأندر، والجوخان. العين: (٦/ ١٠٤) مادة (جرن)، تفسير غريب ما في الصحيحين: (٢١٣).