الله ﷿ أمانة والدي، ولا أرجع إلى منزلي بتمرة، وسلم الله البيادر كلها حتى كأني لا أنظر إلى البيدر الذي عليه النبي ﷺ، كأنه لم ينقص تمرة واحدة (١).
٩٣ - أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد البسري ببغداد، قال: حدثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال: حدثنا يحيى بن سليمان بن نضلة الخزاعي، قال: حدثنا عمي محمد بن نضلة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (٢)، عن جده (٣)، عن ميمونة بنت الحارث زوج النبي ﷺ، أن رسول الله ﷺ بات عندها في ليلتها، ثم قام فتوضأ للصلاة، فسمعته وهو يقول:«لبيك لبيك لبيك»، ثلاثا، «نصرت نصرت» ثلاثا، فلما خرج من متوضئه، قلت: يا رسول الله، سمعتك تكلم إنسانا، فهل كان معك أحد؟ قال: «هذا زاجر بني كعب يستصرخني، ويزعم أن قريشا [أعانت](٤) عليهم بني بكر»، ثم خرج رسول الله ﷺ فأمر عائشة أن تجهزه ولا تعلم أحدا، قالت: فدخل عليها أبو بكر ﵁ فقال: يا بنية ما هذا الجهاز؟ فقالت: والله ما أدري؟ فقال: ما
(١) أخرجه ابن مخلد في حديثه: (٤٦/ ١٨١/ ح) عن ابن كرامة عن عبيد الله بن موسى به، وأخرجه البخاري في الصحيح: (٣٨٢٧/ ٤/ ١٤٨٩/ ح) كتاب المغازي، باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا … ، والنسائي في المجتبى: (٣٦٣٦/ ٦/ ٢٤٤/ ح) كتاب الوصايا، باب الوصية بالثلث، وفي السنن الكبرى: (٦٤٦٣/ ٤/ ١٠٤/ ح)، وفراس في مسانيده من رواية أبي نعيم: (٢٠ - ٢١/ ١ - ٢/ ح)، والبغوي في شرح السنة: (٣٧٢٢/ ١٣/ ٣٠٢ - ٣٠٣/ ح)، والأنوار: (١٣٣/ ١/ ١٢٥/ ح) جميعهم من طرق عن عبيد الله بن موسى عن شيبان به، وأخرجه البخاري في الصحيح: (٢٦٢٩/ ٣/ ١٠٢٣/ ح) كتاب الوصايا، باب قضاء الوصي ديون الميت بغير محضر من الورثة، وأبو نعيم في الدلائل: (٣٤٥/ ٢/ ٤٣٥ - ٤٣٦)، وفراس في مسانيده من رواية أبي نعيم: (١٩ - ١٨/ ١/ ح)، والبيهقي في الدلائل: (٦/ ١٤٩)، وفي الاعتقاد: (٢٧٩ - ٢٨٠) جميعهم من طرق عن شيبان عن فراس به، وأخرجه النسائي في المجتبى: (٦/ ٢٤٥/ ح ٣٦٣٧ - ٣٦٣٨) كتاب الوصايا، باب قضاء الدين قبل الميراث، وفي السنن الكبرى: (١٠٥/ ٤/ ح ٦٤٦٤ - ٦٤٦٥) بإسناده عن الشعبي عن جابر به. وإسناد المصنف حسن. والحديث صحيح بطرقه. (٢) هو أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المعروف بالباقر، ثقة فاضل. (٣) هو زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، ثقة ثبت عابد، فقيه فاضل مشهور. (٤) في الأصل: «أعابت»، والتصحيح من المصادر.