رسول الله ﷺ فكلمته، فسألهم أن يقبلوا تمر حائطه ويحللوا به أبي، فأبوا، فلم يعطهم النبي ﷺ حائطه، ولم يكسره لهم، ولكن قال:«سأغدو عليكم إن شاء الله»، فغدا عليهم حتى أصبح في النخل، ودعا في ثمرة بالبركة، قال: فجددناها فقبضنا حقوقهم، وبقي لنا من ثمرتها بقية، فجئت النبي ﷺ فأخبرته بذلك، قال النبي ﷺ لعمر ﵁، وهو جالس:«اسمع يا عمر» فقال عمر: [ألا يكون قد علمنا أنك](١) رسول الله ﷺ، فوالله إنك لرسول الله. الحديث (٢).
٨٦ - أخبرنا عبد الباقي بن الحسن المقرئ، قال: حدثنا إبراهيم بن طلحة، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن عثمان، قال: حدثنا بكر بن أحمد بن مقبل، قال: حدثنا محمد بن المؤمل بن الصباح، قال: حدثنا عبد الله بن حرب، حدثني حسان بن [أسد](٣)، من رهط كناز بن حصن البدري، قال: حدثنا أبو هرم هاشم بن عياش القرشي، عن أبي عقيل البديلي (٤)، قال: أتيت رسول الله ﷺ فآمنت به وصدقته، وسقاني رسول الله ﷺ شربة سويق، شرب رسول الله ﷺ أولها، وشربت آخرها، فما زلت أجد بلها على فؤادي إذا ظمئت، وبردها إذا أضحيت (٥).
(١) في الأصل: «ألا أن تكون أنا إنك»، والصواب: «ألا يكون قد علمنا أنك»، كما في مصادر الخبر. (٢) أخرجه البخاري في الصحيح: (٢/ ٨٤٣/ ٢٢٦٥) كتاب الاستقراض وأداء الديون، باب إذا قص دونه حقه أو حلله فهو جائز، وفي كتاب الهبة وفضلها (٢/ ٩١٩/ ٢٤٦١)، باب إذا وهب دينا على رجل، والفريابي في الدلائل: (٨٤ - ٨٥/ ٤٩)، وأبو عوانة في المسند: (٣/ ٣٣٨ - ٣٣٩/ ٥٢١٨)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار: (١٠/ ٢١٥ - ٢١٦/ ٤٠٤٠ - ٤٠٤١)، والبيهقي في السنن الكبرى: (٦/ ٦٤/ ١١١٢٩) جميعهم من طرق عن ابن شهاب عن ابن كعب بن مالك به. وإسناد المصنف ضعيف، فيه محمد بن عزيز الأيلي وفيه ضعف وقد تكلموا في صحة سماعه من عمه سلامة. والحديث صحيح بطرقه، وله طريق آخر تقدم في الباب برقم (٨٤). (٣) في الأصل: «حسان بن راشد»، والصواب: حسان بن أسد، من رهط كناز بن حصن البدري. (٤) أبو عقيل البديلي - بضم الباء الموحدة وفتح الدال المهملة وسكون الياء، وقيل الجعدي، صحابي. (٥) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: (٢٢/ ٣٨٦/ ٩٦١) عن بكر بن أحمد بن مقبل عن محمد بن المؤمل بن الصباح به، وذكره ابن عبد البر مختصرا في الاستيعاب: (٤/ ١٧١٨). وفي إسناد المصنف محمد ابن إبراهيم بن عثمان، وحسان بن أسد، وهاشم بن عياش؛ لم أقف على تراجمهم، وبقية رجاله ما بين ثقة أو صدوق. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: (٩/ ٣٩٧): «رواه الطبراني ورجاله لم أعرفهم».