فمرت به جارية بالمدينة، فأهوى بيده إلى خاصرتها، قال: فأتيت النبي ﷺ للغد، وهو يبايع الناس، قال: فقبض يده، وقال:«أ صاحب الجبيدة أمس»؟ قلت: لا أعود يا رسول الله، قال:«فتقسم إذن»، فبايعه (١).
٨٣ - أخبرنا الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزآبادي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن محمد بن غالب الخوارزمي، قال: قرأت على محمد بن عبد الله بن خمسين، وبه أخبركم علي بن محمد بن عيسى، قال: حدثنا أبو اليمان (٢)، قال: أخبرنا شعيب (٣)، عن الزهري، قال: أخبرنا سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، قالا: قال أبو هريرة: إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله ﷺ، وتقولون ما للمهاجرين لا يحدثون عن رسول الله ﷺ مثل حديث أبي هريرة، وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق (٤)، وكان يشغلني إخواني من الأنصار عمل أموالهم، وكنت امرءا مسكينا من مساكين الصفة، ألزم رسول الله ﷺ على ملء البطن، فأحضر حين يغيبون وأعي حين ينسون، وقد قال رسول الله ﷺ في حديث تحدثه يوما: «أنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي
(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات: (٦/ ٥٦)، والطبراني في المعجم الكبير: (٢٢/ ٣٧٢/ ٩٣٢)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة: (٥/ ٢٩٣٢ - ٢٩٣٣/ ٦٨٦١) جميعهم من طرق عن العلاء بن عبد الجبار عن يزيد ابن عطاء به، وأخرجه أحمد في المسند: (٥/ ٢٩٤/ ٢٢٥٦٥)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني: (٥/ ١٣٨/ ٢٦٧٦)، وأبو يعلى في المسند: (٣/ ١١٢/ ١٥٤٣)، وفي المفاريد: (٥٧/ ٥٥)، والدولابي في الكنى والأسماء: (١/ ١١٤/ ح ٢٣٤)، والبيهقي في الدلائل: (٦/ ٣٠٦)، والطيوري في الطيوريات: (١٣/ ١٠٩٣ - ١٠٩٤/ ح ١٠١٥)، والأموي في المشيخة البغدادية: (٣٩/ ت ٨٠ - ٨١)، وابن الأثير في أسد الغابة: (٦/ ١٧٩) جميعهم من طرق عن يزيد بن عطاء عن بيان بن بشر به. وإسناد المصنف ضعيف، فيه يزيد بن عطاء اليشكري وهو لين الحديث. والحديث صحيح بطرقه. وتقدم تخريجه في الحديث المتقدم (٨١) من طريق المصنف عن عاصم بن الحسين العاصمي، ومن طريق محمد بن عبد الله المحرمي، ومن طريق الأسود بن عامر جميعهم عن بيان بن بشر به. (٢) هو أبو اليمان الحكم بن نافع البهراني الحمصي، مشهور بكنيته، ثقة ثبت، يقال إن أكثر حديثه عن شعيب مناولة. (٣) هو أبو بشر شعيب بن أبي حمزة دينار القرشي الأموي مولاهم الحمصي، ثقة عابد، قال ابن معين: من أثبت الناس في الزهري. (٤) الصفق بالأسواق-بسكون الفاء وفتح الصاد-: أي التبايع والتصرف في التجارة والانشغال بها. مشارق الأنوار: (٢/ ٥٠) مادة (صفق)، النهاية في غريب الأثر: (٣/ ٣٨) مادة (صفق).