الله ﷿ لا يحب ضلال العمل ما رزيناكم عقالا»، قال الزبيب: فدعتني أمي كلدة بنت نذير العنبرية: يا بني إن هذا الرجل أخذ زربيتي التي كنت ألبس، قال: فانصرفت إلى نبي الله ﷺ، فقلت: السلام عليك يا نبي الله، أعدني على رجل من جندك، ضم مني ما حرم الله ﷿ ورسوله، قال: ماذا ضم منك؟ قلت: زربية لأمي عجوز كبيرة، قال:«تعرف صاحبك»؟ قلت: نعم، هذا وهو قائم إلى جنبي، فقال لي النبي ﷺ:«احبسه»، فأخذت بتلبيبته، وقمت معه مكانا، والنبي ﷺ يقص على الناس، فنظر إلينا نبي الله قائمين، فقال:«يا أخا بني العنبر ما تريد بأسيرك»؟ قلت: ما شاء الله ورسوله، ورفضته فأرسلته عن يدي، فقام إلي نبي الله ﷺ، فمسح وجهي بيده ثلاث مرات، وقال:«اللهم ارزقه العفو والعافية»، وقال للرجل:«رد على هذا زربية أمه الذي أخذتها منها»، فقال: يا نبي الله إنها خرجت من يدي، فاختلع نبي الله ﷺ سيف الرجل بيده فأعطانيه، وقال للرجل:«اذهب فزوده أصوعا من طعام»، فزودني أصوعا من شعير، قال عمار: ولم يزالو إلى يومهم هذا أهل عافية، ولم يسفكوا دما، ولم يشهدوا يوم شر، بدعوة رسول الله ﷺ(١).
٦٠ - أخبرنا القاضي أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب العطار ببغداد، قال: حدثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال:
(١) أخرجه البغوي في معجمه: (٢/ ٥٢٢ - ٥٢٤/ ح ٩٠٦)، وأبو داود في السنن: (٣/ ٣٠٩/ ح ٣٦١٢) كتاب الأقضية، باب القضاء باليمين والشاهد، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى: (١٠/ ١٧١/ ح ٢٠٤٥٢)، وأخرجه أبو بكر ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني: (٢/ ٤١٣/ ح ١٢٠٩)، والطبراني في المعجم الكبير: (٥/ ٢٦٨/ ح ٥٣٠٠)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة: (٣/ ١٢١٩) جميعهم من طرق عن أحمد بن عبدة عن عمار به، وأخرجه الطبراني في الكبير: (٥/ ٢٦٧/ ح ٥٢٩٩)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة: (٣/ ١٢٢٠) كلاهما عن عمار بن شعيث به، وأخرجه الطبراني في الكبير: (٥/ ٢٦٧/ ح ٥٢٩٩)، ومن طريقه أبو نعيم في المعرفة: (٣/ ١٢١٨ - ١٢٢٠) من طريق موسى بن إسماعيل عن شعيث بن عبد الله عن الزبيب به. وإسناد المصنف ضعيف فيه عمار بن شعيث العنبري وهو مقبول وقد توبع، وفيه شعيث بن عبد الله العنبري وهو مقبول. والحديث حسنه ابن عبد البر في الاستيعاب: (٢/ ٥٦٢)، وذكره الألباني في السلسلة الضعيفة: (٦/ ٢٥٤ - ٢٥٥/ ح ٢٧٣١) وقال: «تحسين ابن عبد البر إياه غير حسن».