للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

نسمي المطيبة في الجاهلية صدقة على يتيم (١) في حجرته، يعني: ابن ابنه، فقال له خريم: إن بنيك إذا مت لم يجيزوا وصيتك، فقال له: بيني وبينك رسول الله ، قال خريم: قد رضيت، قال حنظلة: فركبنا، وركب معنا اليتيم، فلما غشينا النبي ، سلم حنيفة على النبي وعلى من معه، فقال له النبي: «ما رفعك إلينا يا أبا خريم»؟ قال: هذا رفعني إليك، يعني خريما، قال: يا رسول الله، إني قد كبرت، وإني أخشى أن يأتيني الموت أو الكبر، ولا أدري ما الوصية، فأوصيت في حياتي أن مائة من الإبل التي كنا نسمي في الجاهلية المطيبة صدقة على يتيمي هذا في حجرته، فضحك رسول الله ، ثم جثا على ركبتيه، فقال لنا: «الصدقة خمس، وإلا فعشر، وإلا فخمس عشر، وإلا فعشرون، وإلا فخمس وعشرون، وإلا فثلاثون، وإلا فخمس وثلاثون، وإن كثرت فأربعون»، فبادره حنيفة فقال: أشهدك يا رسول الله أنها أربعون من التي كنا نسمي المطيبة في الجاهلية، ثم قال: «أين يتيمك يا أبا خريم»؟ فقال: هو ذا وقد راهق الحلم، فقال له النبي : «أعظمتم هذه هراوة يتيم (٢)»، قال: بأبي أنت وأمي، أنا رجل ذو سن، هذا ابني حنظلة قسمت عليه، فقال النبي : «يا غلام»، فأخذ بيده فمسح رأسه، وقال: «بورك فيه»، أو قال: «بارك الله فيك»، ورأيت حنظلة يؤتى بالشاة الوارمة من ضرعها، أوالبعير، والإنسان به الورم، فيتفل في يده ويمسح بصلعته، ويقول: بسم الله على أثر يد رسول الله ، فيمسحه فيذهب عنه (٣).


(١) سماه ابن حجر: ضريس بن قطيعة، كما في الإصابة (٢/ ١٣٣) نقلا عن الحسن بن سفيان في مسنده.
(٢) هراوة يتيم: يريد شخصه وجتثه، شبه بالهرواة وهي عصا تكون مع الرعاة، كأنه حين رآه عظيم الجثة استبعد أن يقال له يتيم؛ لأن اليتيم في الصغر. غريب الحديث للخطابي: (١/ ٦٢٧)، النهاية: (٥/ ٢٦٠).
(٣) أخرجه البيهقي في الدلائل: (٢/ ٢١٤) بإسناده عن ابن بطة عن البغوي به، وأخرجه البغوي في معجم الصحابة: (٢/ ١٨٦ - ١٨٧/ ح ٥٤٠ - ٥٤١) عن هارون بن عبد الله به، وأخرجه ابن سعد في الطبقات: (٧/ ٧١ - ٧٢)، وأحمد في المسند: (٥/ ٦٧/ ح ٢٠٦٨٤)، ومن طريقه الفسوي في المعرفة والتاريخ: (٣/ ١٩١/ ٣٥٥٣)، والروياني في المسند: (٢/ ٤٨٦/ ١٥١٠)، والطبراني في المعجم الأوسط: (٣/ ١٩١/) ٢٠٤ - ٢٠٣/ ١: ٢٨٩٦)، والمعجم الكبير: (٤/ ١٣/ ح ٣٥٠٠)، وابن قانع في معجم الصحابة (والخطابي في غريب الحديث: (١/ ٦٢٧)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة: (٢/ ٨٥٧ - ٨٥٩)، وابن الأثير في أسد الغابة: (٢/ ٨٢ - ٨٣) جميعهم من طرق عن الذيال بن عبيد عن حنظلة به. وإسناد المصنف حسن بطرقه. وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة: (٦/ ١١٠٥ - ٧/ ح ٢٩٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>