للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لها ريادة علمية جعلت الرحل يشد لها من كل حدب وصوب، ويبدو أن التميمي قد حقق بعض مراده بدخوله هذ المدينة؛ إذ روى فيها كما ذكر في الكتاب عن كبار شيوخها، من مثل أبي منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه السيني القاضي (ت ٤٨٢ هـ)، وتذكر المصادر أن ابن شكرويه حدث بأصبهان على رأس الثمانين وأربعمائة، وروى كذلك عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطيان القفال (ت ٤٨١ هـ)، وعن أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن ماجه الأبهري (ت ٤٨١ هـ)، وغيرهم، وتحصل له في هذا الكتاب عن شيوخ أصبهان ما يربو على أربعين رواية، ولا أستطيع الجزم بالمدة التي مكثها مترجمنا بهذه المدينة، لكن ما تفيدنا به المصادر أن آخر شيوخه وفاة بها هو أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد الحافظ الملنجي الوراق، وكان ذلك سنة ٤٨٦ هـ.

وبخروج التميمي من أصفهان يكون قد أنهى رحلته العلمية التي بلغت زهاء عشرين سنة، وهي فترة كافية تجعل الرجل يحن إلى أهله وذويه بموطنه الأصلي البصرة، ولعل شح المعلومات عن المؤلف أو قل انعدامها يجعلني أتوقف إلى هذا الحد في الكلام عن رحلته، لكن يحق لي التساؤل، إن كان التميمي عاود الرحلة في طلب الحديث لا سيما إلى بغداد، أم أنه قنع بما جمع ومكث في البصرة يرتب رواياته ويدون كتابه إلى أن وافته المنية؟

<<  <  ج: ص:  >  >>