للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

مجموعهم من خلال الكتاب على وجه التقريب ثلاثون شيخا، وحصل عنهم ما يربو على ستين ومائتي رواية مسندة، فكان أبرز هؤلاء الشيوخ: أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن أحمد المناديلي المعدل (ت ٤٧٠ هـ)، وأبو القاسم عبد الملك بن علي ابن شغبة الحافظ (ت ٤٨٤ هـ)، وأبو الحسن محمد بن علي بن أحمد السيرافي، وأبو القاسم الحسين ابن محمد بن أبي عمر الهاشمي، وأبو زكرياء يحيى بن عبد الوهاب ابن منده الأصبهاني (ت ٥١١ هـ)، وغيرهم من الأئمة الأعلام.

ويتحصل من خلال تتبع سنوات وفيات شيوخ المصنف، أن مترجمنا ظل بالبصرة يحصل المعارف والعلوم، ويجمع الطرق والأسانيد عن الرواة، وبقي على هذه الحال إلى حدود سنة ٤٦٧ هـ أو قبلها بقليل، فيغلب على الظن أنه بعد هذا التاريخ عزم على الرحلة في سبيل طلب العلم، جريا على عادة أسلافه الصالحين. ومعلوم أن الرحلة لاسيما لطلب الحديث كانت ولا تزال عادة متبعة عند العلماء منذ عصر الصحابة والتابعين، وتتجلى أبرز فوائدها كما هو مراد مترجمنا، في ارتياد مراكز العلم واللقاء بكبار الشيوخ والحفاظ في زمانه، والأخذ عنهم واستجازتهم والرواية عنهم، ولا بد أنه سعى كذلك من أجل التثبت مما دونه أو سمعه من الحديث، وطلب الإسناد العالي، وغيرها من الفوائد العظيمة التي لن يحققها إلا بخروجه من مدينة البصرة.

وقد عبر أبو عبد الله التميمي عن جديته وحقق هذا المراد، فصرح في الكتاب بروايته عن شيوخ وقته في ستة مدن إسلامية كبرى، شكل أغلبها ريادة علمية آنئذ، بله مراكز لا غنى عنها لطالب الحديث والرواية، هذا مع العلم أن العالم الإسلامي آنذاك، كان يزخر بمراكز علمية كبرى لا تقل أهمية عن تلك التي زارها التميمي، وخاصة مدن الحجاز والشام ومصر، لكن المصدر الوحيد الذي بين أيدينا والذي يعرف بالمترجم، لا يصرح بدخوله هذه المراكز.

<<  <  ج: ص:  >  >>