للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

مكتبة أبي الفرج بن أبي البقاء البصري: تأسست قبل سنة (٤٩٩ هـ)، أنشأها قاضي البصرة محمد بن عبيد الله بن الحسن البصري الشافعي (ت ٤٩٩ هـ)، ذكرها جمال الدين الأسنوي في طبقاته (١)، وذكر أنها كانت في غاية الحسن، وقال السلفي: بنى دارا للعلم بالبصرة في غاية الحسن والزخرفة (٢)، وقد أوقف بها قدر اثني عشر ألف مجلدة، وقيل خمسين ألف مجلدة، وذهبت عند فتنة العرب والترك لما نهبت البصرة.

• مكتبة المدرسة النظامية، أسسها نظام الملك، وعمل على تزويدها بنفائس ونوادر الكتب، وأصبحت مضرب المثل في مكانتها العلمية، وذكر الإمام ابن الجوزي أنه نظر في ثبت الكتب الموقوفة في المدرسة النظامية، فإذا به يحتوي على نحو ستة آلاف مجلدة (٣).

• مكتبة الخطيب البغدادي، وقد أوقفت هذه المكتبة على المسلمين في مساجد بغداد، استجابة لإرادة الخطيب ووصيته.

هذه أهم المدارس والمكتبات ببلاد العراق حاضرة الخلافة العباسية، وهي قليلة إذا ما قورنت بباقي أنحاء العالم الإسلامي، إلا أنها كانت كافية لنشر العلم وبثه في صدور الرجال.

ويمكن القول إجمالا، إن الإمام أبا عبد الله التميمي قد أفاد بلا شك واستفاد من هذه الحركة العلمية التي شملت النصف الثاني من القرن الهجري الخامس والنصف الأول من القرن السادس، ولا بد أنه استفاد من زيارة تلك المكتبات والمدارس، وحلقات الدرس بالمساجد والجوامع، وقد أتاح له ذلك كله بعد فضل الله ﷿، الاطلاع على كثير من المؤلفات، وكذا الالتقاء بجم غفير من العلماء وغيرهم من الشعراء والأدباء، ولا ننسى كذلك أن الاستقرار السياسي النسبي الذي


(١) طبقات الأسنوي: (١/ ٢٤٢).
(٢) تاريخ الإسلام: (٣٤/ ٣٠٧).
(٣) صيد الخاطر: (١٣٣ - ١٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>