يعقوب بن إسحاق القلوسي، قال: حدثنا الصلت بن محمد، قال: حدثنا مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند، عن ابن ابنة الحكم بن أبي العاص أنه قال للحكم بن أبي العاص: ما رأيت مثلكم يا بني أمية قط كان أعجز في شأن النبي ﷺ، ولا أسوأ رأيا، فقال لي: لا تلمني يا بني، فلا أحدثك إلا بما رأيت وشهدت، اجتمعنا ليلة فقال بعضنا لبعض: حتى متى تسمع بنا قريشا يصلي هذا الصابئ في مسجدنا، فتواعدوا حتى نأخذه بأيدينا، فتواعدوا، وجاء رسول الله ﷺ يصلي، فسمعنا صوتا لم يبق له في تهامة (١) جبل إلا التقى، فغشي علينا، فما عقلنا حتى فرغ وذهب، ثم تواعدنا ليلة أخرى، فجاء فرأيت الصفا والمروة التقيا، فما وصلنا إليه حتى قضى صلاته، فما نفعنا ذاك الذي رأينا حتى أذن الله في الإسلام، فصلى الله على رسول الله ﷺ(٢).
٥٦ - حدثنا أبو القاسم إبراهيم بن محمد المعدل إملاء، قال: حدثنا أبو الحسين الذهبي (٣)، قال: حدثنا محمد بن بكر بن عبد الرزاق، قال: حدثنا أبو داود السجستاني، قال: حدثنا سليمان بن داود المهري، قال: حدثنا ابن وهب (٤)، أخبرني يونس (٥)، أن ابن شهاب قال: كان جابر بن عبد الله يحدث أن يهودية من أهل خيبر سمت شاة، ثم
(١) تهامة بالكسر، تطلق على الأرض المنكفئة إلى البحر الأحمر من الشرق من العقبة في الأردن إلى «المخا» في اليمن، وفي اليمن تسمى تهامة اليمن، وفي الحجاز تسمى تهامة الحجاز، ومنها مكة المكرمة، وجدة، والعقبة. معجم البلدان: (٦٣ - ٦٤/ ٢)، المعالم الأثيرة: (٧٣). (٢) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: (٣/ ٢١٣/ ح ٣١٦٦)، وابن قانع في معجم الصحابة: (١/ ٢٠٨ - ٢٠٩)، وأبو نعيم في الدلائل: (١/ ٢٠٩ - ٢١٠) و (٢/ ٦٠٢ - ٦٠٣/ ح ١٦٠) و (٥٤٨)، وفي معرفة الصحابة: (٢/ ٧١١ - ٧١٢) كلاهما من طريق الحسن بن فزعة، عن مسلمة بن علقة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن قيس بن جبير، عن ابنت الحكم، عن جدها الحكم. وإسناد المصنف ضعيف، فيه ابن دوست العلاف وهو ضعيف. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: (٨/ ٢٢٧) رواه الطبراني ورجاله ثقات غير بنت الحكم فلم أعرفها. (٣) هو أبو الحسين عثمان بن محمد بن علي الذهبي المعروف بابن علان، ثقة. (٤) هو أبو محمد عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم المصرة، الفقيه، ثقة حافظ عابد. (٥) هو أبو يزيد يونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي، ثقة إلا أن في روايته عن الزهري وهما قليلا، وفي غير الزهري خطأ.