٤٥٥ - أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن علي، قال: حدثنا علي بن هارون، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن سليمان [القزويني](١) ببغداد، قال: حدثنا علي بن جعفر الفرغاني، قال: حدثنا إبراهيم بن علي المعري، قال: حدثنا محمد بن عبد الله (٢)، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله ﵀، قال: سألت رسول الله ﷺ، فقلت: يا رسول الله، أول ما خلق الله أي شيء خلق؟ قال:«جعل نور نبيك من قبل أن يخلق الأنبياء بألفي عام، وكان ذلك النور يحوط بالقدرة، فإذا بلغ إلى العظمة سجد، فأصل السجود من ذلك النور، فقسم الله ذلك النور على أربعة أجزاء، فجعل أول جزء منها نور العرش، وجعل من الثاني نور القلم، ثم قال له اجر، فجرى القلم أربعة ألف عام، حتى كتب شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وأوما بالثالث إلى الجنة، وبقي الجزء الرابع، فقسمه على أربعة أجزاء، فجعل من أول جزء منها أنهاها وأكرمها وأشرفها وأنورها نور نبيك محمد ﷺ، وجعل الباقي في أنصار المؤمنين، وجعل الثالث في رؤوس المؤمنين، وجعل الرابع في قلوب المؤمنين، وهو المعرفة، ونور العرش من نور محمد، ونور القلم من نور محمد، ونور أخيار المؤمنين من نور محمد ونور رؤوس المؤمنين من نور محمد، وعقول المؤمنين من نور محمد، فأي شيء أكرم على الله تعالى من محمد ﷺ تسليما»(٣).
(١) في الأصل: «القزواني»، والتصحيح من المصادر. (٢) هو أبو اليسير محمد بن عبد الله بن علاثة العقيلي الجزري الحراني القاضي، صدوق يخطئ. (٣) لم أقف عليه. وإسناد المصنف ضعيف جدا، فيه إبراهيم بن علي المعري الكوفي وهو ضعيف، وفيه أبو بكر القزويني، ضعفه الخطيب، وفيه أيضا محمد بن عبد الله بن علاثة وهو صدوق يخطئ، وتركه الدارقطني والأزدي. وقد عزى جماعة من أهل العلم الحديث لعبد الرزاق في مصنفه من حديث جابر، مثل ابن عربي الحاتمي، والديار بكري والقسطلاني، والعجلوني، وغيرهم، وطبع مؤخرا بالهند سنة ١٤٢٥ هـ/ ٢٠٠٥ م جزء صغير منسوب لعبد الرزاق من أربعين حديثا، وفيه حديث النور المحمدي: (٦٣ - ٧٨/ ح ١٨)، بتحقيق د. عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري، ورده جماعة من أهل العلم متهمين الحميري باختلاقه، وعدوه باطل النسبة منحولا ولا يوجد ما يوثقه. والحديث باطل ظاهر النكارة. وقد أفرد الشيخ المحدث عبد الله الصديق الغماري رسالة في بيان بطلان هذا الخبر سماها: «مرشد الحائر لبيان وضع حديث جابر»، وكذلك فعل الشيخ محمد الشنقيطي في بحث له، وفيه =