أعطيكم، ولا تطيب نفسي أن تقعدوا خلفي، ما قعدت خلف سرية أو بعث في المسلمين، ولوددت أني أقتل في سبيل الله ﷿، ثم أحي، ثم أقتل، ثم أحي، ثم أقتل، ثم أحي، رددها مرارا، أيجرح الرجل في سبيل الله، والله يعلم من يقاتل في سبيله، يأتي يوم القيامة يفاد كلون الدم وريح المسك، إياي والإقراد (١)، إياي والإقراد» إ، قلنا: يا رسول الله، وما الإقراد؟ قال:«يكون أحدكم أميرا أو عاملا، فتأتي الأرملة واليتيم والمسكين، فيقال: اقعد حتى ينظر في حاجتك، فيتركون مقردين ولا يقضي لهم حاجة، ولا يؤمر فينصرفوا، ويأتي الرجل الغني أو الشريف، فيقعده إلى جانبه، فيقول: ما حاجتك؟ فيقول: حاجتي كذا وكذا، فيقول: اقضوا حاجته وعجلوا بها، إياي أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر، إن الله ﷿ إنما سخرها لكم ليبلغكم بلدا لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، وجعل لكم الأرض، فعليها فاقضوا حاجتكم»(٢).
٣٩٤ - أخبرنا عاصم بن الحسن، قال: حدثنا أبو عمر بن مهدي، قال حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال: حدثنا علي بن أحمد [الجواربي](٣)، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن سلام، قال: صفة رسول
(١) الإقراد: يقال أقرد الرجل إذا سكت ذلا، وأصله أن يقع الغراب على البعير فيلقط منه القردان فيقر ويسكن لما يجد من الراحة. غريب الحديث للخطابي: (١/ ٤٤١ - ٤٤٢)، النهاية في غريب الأثر: (٤/ ٣٦) قرد. (٢) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار: (١/ ٣٠/ ح ٣٨)، والطبراني في مسند الشاميين: (٢/ ٣٣ - ٣٤/ ٨٦٥ - ٨٦٧)، وابن مردويه في جزء ما انتقى على الطبراني: (١٦٦/ ٣٤٩)، وأبو نعيم في حلية الأولياء: (٦/ ١٠٨) جميعهم من طرق عن بقية بن الوليد عن الأوزاعي به، وأخرجه أبو داود في السنن: (٣/ ٢٧/ ٢٥٦٧) كتاب الجهاد، باب في الوقوف على الدابة، والبيهقي في شعب الإيمان: (٧/ ٤٨٤ - ٤٨٥/ ح ١١٠٨٣)، وفي السنن الكبرى: (٥/ ٢٥٥/ ح ١٠١١٥)، وفي الآداب: (٢/ ٣٧٤)، والبغوي في شرح السنة: (١١/ ٣٢/ ح ٢٦٨٣)، وابن عساكر في تاريخ دمشق: (٦٧/ ٢١٢) جميعهم من طرق عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن أبي مريم به. وإسناد المصنف صحيح، رجاله ثقات عدا محمد بن عمرو ابن حنان وهو صدوق يغرب وقد وثق. (٣) في الأصل: «الخوارزمي»، والصواب: الجواربي بفتح الجيم والواو وكسر الراء وفي آخرها الباء الموحدة، وهو علي بن أحمد بن عبد الله بن عمر أبو الحسن الواسطي، ثقة.