للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

العنبري، قال: حدثنا علي بن المديني (١)، قال: حدثنا معن بن عيسى، قال: حدثنا الحارث ابن عبد الملك بن عبد الله بن إياس الليثي الأشجعي، عن القاسم بن يزيد بن عبد الله ابن قسيط، عن أبيه (٢)، عن عطاء، عن ابن عباس، عن أخيه الفضل بن عباس، قال: جاءني رسول الله ، فخرجت إليه، فوجدته موعوكا قد عصب رأسه، فقال: «خذ بيدي»، فأخذت بيده، فانطلق حتى جلس على المنبر، ثم نادى في الناس، فلما اجتمعوا إليه، حمد الله تعالى وأثنى عليه، فقال: «أما بعد، أيها الناس فإنه قد دنا مني خفوف من بين أظهركم (٣)، فمن كنت جلدته ظهرا، فهذا ظهري فليستقد، ومن كنت أخذت له مالا، فهذا مالي فليأخذ منه، ومن كنت شتمت له عرضا، فليستقد منه، ولا يقل أحد: إني أخشى الشحناء من قبل رسول الله ، ألا وإن الشحناء ليست من طبيعتي، ولا من شأني، ألا وإن أحبكم إلي من أخذ شيئا كان له، أو حللني منه، فلقيت الله ﷿ وأنا طيب النفس، وإني أرى أن هذا غير معفي عنكم حتى أقوم فيكم مرارا»، ثم نزل النبي ، فصلى الظهر، ثم جلس على المنبر، فعاد لمقالته الأولى في الشحناء وغيرها، فقام رجل فقال: إذا والله لي عندك ثلاث دراهم، فقال: «أما إنا لا نكذب قائلا، ولا نستحلفه على يمين فيها كانت لك عندي»، قال: يا رسول الله، تذكر يوم مر بك المسكين، فأمرتني فأعطيه ثلاثة دراهم، قال: «أعطه يا فضل»، وأمر به فجلس، ثم قال: «يا أيها الناس، من كان عنده شيء فليؤده، ولا يقولن رجل فضوح الدنيا، فإن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة»، فقام رجل، فقال: عندي ثلاثة دراهم للتها في سبيل الله ﷿، قال: «فلم غللتها»؟ قال: كنت إليها محتاجا، قال: خذها منه يا فضل»، ثم قال رسول الله : «أيها الناس، من خشي من نفسه شيئا فليقم فلأدع له»، فقال


(١) هو أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح بن المديني السعدي مولاهم البصري، ثقة ثبت.
(٢) هو أبو عبد الله يزيد بن عبد الله بن قسيط بن أسامة الليثي المدني، الأعرج، ثقة.
(٣) إنه قد دنا مني خفوف من بين أظهركم: أي حركة وقرب ارتحال، يريد الإنذار بموته . النهاية في غريب الأثر: (٢/ ٥٥) مادة (خفف)، لسان العرب: (٩/ ٨١) مادة (خفف).

<<  <  ج: ص:  >  >>