وقد قضى الله ﷿ أن يمكث هذا العلق الثمين حبيس الخزائن دهرا طويلا قارب التسعة قرون، إلى أن أذن سبحانه بأن تقف عليه أيادي مغربية بخزانة الدولة ببرلين، فتحوز فضل دراسته وتحقيقه ونشره.
واعتبارا لقيمة الكتاب ونفاسته وكونه مصدرا من المصادر التراثية التي لا يمكن الاستغناء عنها، بادرت الرابطة المحمدية للعلماء إلى نشره بشراكة بين مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرباط، ومركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة بالعرائش.
ولا يفوتني في هذا التقديم أن أنوه بمحقق هذا الكتاب الأستاذ الدكتور طارق طاطمي -الباحث بمركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث- الذي بذل جهدا طيبا في خدمة الكتاب تحقيقا وتخريجا ودراسة، حيث أبدع حفظه الله في صنع ترجمة المصنف والعناية بضبط النص، والتعريف بالأعلام والرواة، وضبط أسمائهم وأنسابهم وكناهم وألقابهم، وتحديد الأماكن والبلدان، وتخريج الأحاديث النبوية تخريجا علميا وفق قواعد المحدثين واصطلاحاتهم المرعية، كما لم يفته ضبط ما أشكل من ألفاظ الحديث، وشرح ما وقع فيه من غريب اللغة، وتذييله الكتاب بفهارس متنوعة لهذا السفر الفريد.
فجزى الله خيرا الأستاذ الكريم على ما بذله من جهود في هذا الكتاب، وكذلك جميع من أسهم في إنجازه وإعداده للطبع، وجعل ثواب نشره في سجل حسنات راعي العلم والعلماء، مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وأعز أمره، وخلد بالأعمال الصالحة ذكره، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.