أنهم غير راضين بالعبادة؛ لأنهم لو رضوا بالعبادة لكان ذلك الرضا موجبًا للسخط، وعدم رضاهم إنما عُلِم بالنقل (١).
وهذان الجوابان ضعيفان، أما (الأول فمن وجهين:
أحدهما: أن المصنف قَدَّم في باب العموم) (٢) أن "ما" مختصة بما لا يعقل.
وثانيهما: أن "ما" في هذه الآيات مصدرية، تقديره: وخَلْقِ الذكر والأنثى. والسماءِ وبنائِها (٣). ولا أنتم عابدون عِبَادتي، ذكره القرافي (٤).
وأما قوله: تَرِد بمعنى الذي فَلْتتناول العقلاء كما تتناول الذي - فساقطٌ؛ لأن "الذي" وضعت للقدر المشترك بين (٥) العقلاء وغيرهم، ولا نسلم أنها تقوم مقامها إذا استعملت في غير العقلاء، وما ذلك إلا أول النزاع.
وأما الثاني: فإنه غير مستقيم على مذهب مَنْ يقول: عصمة ذوي (٦)
(١) وهو قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى} الآية. انظر: نهاية السول ٢/ ٥٣٩. (٢) سقطت من (غ). (٣) في (ص): "وما بناها". وهو خطأ. (٤) انظر: نفائس الأصول ٥/ ٢٢٨٠. (٥) في (ت): "من". (٦) في (ت): "ذي".