وفيه مسائل: الأولى: لا يخاطبنا الله بالمهمل؛ لأنه هذيان.
احتجت الحشوية بأوائل السور. قلنا: أسماؤها (١). وبأن الوقف على قوله:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}(٢) واجبٌ وإلا يتخصص المعطوفُ بالحال. قلنا: يجوز حيث لا لَبْس، مثل:{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً}(٣). وبقوله تعالى:{كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ}(٤). قلنا: مَثَلٌ في الاستقباح).
هذا الفصل معقود لبيان كيفية الاستدلال بخطاب الله تعالى، وخطاب رسوله - صلى الله عليه وسلم - على الأحكام، وفيه مسائل: الأولى والثانية منها يجريان مجرى المبادئ للمقصود.
أما الأولى: فنقول: لا يجوز أن يخاطبنا الله تعالى بالمهمل، أي: بما ليس له معنى؛ لأنه نقص، والنقص محال على الله تعالى (٥). هذا كلام المصنف.
وأما الإمام ففي عبارته قلق، وذلك أنه قال: "لا يجوز أن يتكلم الله بشيء ولا يعني به شيئًا، والخلاف فيه مع الحشوية. لنا وجهان:
(١) في (ص)، و (ك): "أسماء". (٢) سورة آل عمران: الآية ٧. (٣) سورة الأنبياء: الآية ٧٢. (٤) سورة الصافات: الآية ٦٥. (٥) انظر: جمع الجوامع مع المحلي وما قاله البناني في حاشيته ١/ ٢٣٢.