اللام، وقد تستعمل في غير العالِمين للتغليب (١)، أو غيره، كقوله تعالى:{فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ}(٢). وشرطُ "مَنْ" أيضًا أنْ تكون استفهاميةً أو شرطية، فإن كانت نكرةً موصوفة، أو كانت موصولة - فإنها لا تعم (٣). ومَنْ المشارُ إليها تعم الذكور والإناث والأحرار والعبيد على الصحيح.
والثاني: أن يختص بغير أولي العلم، وهو أيضًا على وجهين؛ لأنه إما أن يعمهم، أو يختص ببعضهم:
الأول: أن يعمهم وهي لفظة "ما" الاسمية فإنها تفيد العموم إذا كانت معرفةً، نحو: هات ما رأيت. فتفيد العمومَ فيما عدا العالِمين من الزمان والمكان والجماد والنبات (٤). وقد (٥) تتناول أولي العلم أيضًا.
والثاني: أن يختص عمومه ببعضهم: فإما أن يختص بالأمكنة نحو: أين تجلس أجلس. ومنه: حيث، وأنَّى. أو بالأزمنة نحو: متى،
(١) أي: لتغليب الأكثر على غيره؛ لأن غير العقلاء أكثر من العقلاء. (٢) سورة النور: الآية ٤٥. (٣) مثالها إذا كانت نكرة موصوفة: مررت بمَنْ معجبٍ لك. بجر معجب، أي: رجل معجب. ومثالها موصولة: مررت بمَنْ قام. أي: بالذي قام. قال الإسنوي: ونقل القرافي عن صاحب "التلخيص" أن الموصولة تعم، وليس كذلك، فقد صَرَّح بعكسه، ونقله عنه الأصفهاني في "شرح المحصول". اهـ. نهاية السول ٢/ ٣٢٤، ٣٢٥. وانظر: التلخيص ٢/ ١٥. (٤) في (ص): "والذات". وهو خطأ. (٥) في (غ)، و (ك): "وقيل".