هذا النبي كان يخط بأصبعيه السبابة والوسطى في الرمل، ثم (١) يزجر.
وقوله: فمن وافق خطَّه فذاك؛ قال الخطابي: هذا يحتمل الزجر؛ إِذ كان ذلك عَلَمًا لنبوّته، وقد انقطعت، فنهينا عن التعاطي؛ لذلك قال القاضي عياض: الأظهر من اللفظ خلاف هذا، وتصويب خط من يوافق خطه، لكن من أين نعلم الموافقة؟ والشرع منع من التخرص وادعاء الغيب جملة، وإنما معناه: أن من (٢) وافق خطه فذلك الذي تجدون إصابته، لا أنه يريد إباحة ذلك لفاعله، على ما تأوّله بعضهم.
والجَوَّانِيَة: بفتح الجيم، وتشديد (٣) الواو، وتخفيف الياء، وقُيِّد عن الخُشَني: بتشديد الياء، وكذا ذكرها أبو عبيد البكري، قال: كأنها نسبت إلى جوّان، والجوانية: أرض من عمل الفُرُع من جهة المدينة.
وقوله: آسف كما يأسفون؛ أي: أغضب كما يغضبون، ومنه قوله تعالى:{فَلَمَّا آسَفُونَا}
وصَكَكتُها: لَطَمتُها في وجهها.
وقوله - صلى الله عليه وسلم - للجارية: أين الله؟ هذا السؤال من النبي - صلى الله عليه وسلم - تَنَزُّلٌ مع الجارية
(١) ساقط من (ع). (٢) في (ل): فمن. (٣) في (ع) و (م): وتشديد.