وروي عنه أنه قال: صحبتُ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل أن يُوحى إليه.
ورُوي عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآَخر فليحبَّ صهيبًا حُبَّ الوالدة ولدَها (٢).
وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: صهيب سابقُ الروم، وسلمان سابقُ فارس، وبلال سابقُ الحبشة (٣). وإنما نسبه النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ للروم لما ذكر أنه نشأ فيهم صغيرًا، وتلقَّف لسانهم.
وقد تقدَّم ذِكرُ نسبه.
وقال له عمر: ما لك يا صهيب تُكنى أبا يحيى، وليس لك ولد، وتزعم أنك من العرب، وتطعم الطعام الكثير، وذلك سرف؟ فقال: إن رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كنَّاني بأبي يحيى، وإني من النمر بن قاسط من أنفسهم، ولكني سُبيت صغيرًا أعقل أهلي وقومي، ولو انفلقت عني روثة لانتميتُ إليها، وأما إطعام الطعام؟ فإن رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: خيارُكم مَن أطعم الطعام، وردَّ (٤) السلام (٥).
توفي صهيب بالمدينة سنة ثمانٍ وثلاثين في شوّالها، وقيل: سنة تسع، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، ودُفِن بالبقيع.
(١) رواه الحاكم (٣/ ٣٩٨)، وابن حبان (٧٠٨٢). وانظر: جامع الأصول (٢/ ٣٧). (٢) رواه ابن عدي في (الكامل في الضعفاء ٧/ ٢٦٢٦). (٣) رواه ابن أبي شيبة (١٢/ ١٤٨ و ١٥٢)، وعبد الرزاق في مصنفه (١١/ ٢٤٢). وانظر: مجمع الزوائد (٩/ ٣٠٥). (٤) في (ز): أفشى. (٥) رواه أبو نعيم في الحلية (١/ ١٥٣)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (٣٩٢)، وأبو الشيخ كما في الترغيب والترهيب للمنذري (١٣٨١).