أنك يا بن مسعود من الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وهذه تزكية عظيمة، ودرجة رفيعة، قلَّ من ظفر بمثلها.
و(قول أبي موسى: مكثنا حينا وما نرى ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ) هذا يدلّ على صحَّة ما ذكرنا: من أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ضمَّه إليه، واختصَّه بخدمته (١) وملازمته، وذلك لما رأى من صلاحيته لقبول العلم وتحصيله له، ولذلك قال له أول ما لقيه: إنك غُلَيمٌ مُعَلَّم (٢)، وفي رواية أخرى: لَقِنٌ مُفهَم، أي: أنت صالح لأن تُعَلَّم فتَعلم، وتُلَقن فتفهم، ولما رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك ضمَّه لنفسه، وجعله في عداد أهل بيته فلازمه حضرًا وسفرًا، وليلًا ونهارًا ليتعلَّم منه، وينقل عنه.
و(قول أبي موسى: كان يشهد إذا غبنا) أي: يحضر مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا غاب الناس عنه.