الفضائل، وأشرف المناقب، وكذلك جَمعُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ له أبويه، وفداؤه بهما خاصَّةٌ مِن خصائصه، إذ لم يُروَ ولا سُمع أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فدى أحدًا من الناس بأبويه جميعًا غير سعد هذا (١)، وغير ما يأتي في حديث ابن الزبير، وقد تقدَّم أن النَّواجذَ آخر الأضراس، وأنها تقال على الضواحك، وأنها المعنيَّة في هذا الحديث، فإنها هي التي يمكنُ أن ينظر إليها غالبًا في حال الضحك، وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ جُلّ ضحكه التبسُّم، فإذا استغرب (٢)، فغايةُ ما يظهر منه ضواحكه مع ندور ذلك منه وقِلَّته.
و(قوله: كان رجل من المشركين قد أحرق في المسلمين) أي: أصاب منهم كثيرًا، وآلمهم، حتى كأنه فعل فيهم ما تفعله النار من الإحراق.
و(قوله: فنزعت له بسهم ليس فيه نصل) أي: رميتُه بسهم لا حديدة فيه، وقد تقدَّم: أن أصلَ النَّزع: الجذب والجبذ، وكان ضحك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإصابة العدو سرورًا، لا بانكشاف العورة، فإنه المنزَّهُ عن ذلك.