رواه أحمد (٥/ ٢٨٠)، ومسلم (٢٣٠١)، والترمذيُّ (٢٤٤٤)، وابن ماجه (٤٣٠٣).
ــ
المواطن الثلاث (١). وكأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يفارق أصحابه، ولا أمته في تلك الشدائد سعيًا في تخليصهم منها، وشفقة عليهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولا حالَ بيننا وبينه في تلك المواطن!
و(قوله: أضرب بعصاي حتى يرفضَّ) بالمثناة من تحت، أي: يضرب من أراد من الناس الشرب من الحوض قبل أهل اليمن، ويدفعهم عنه حتى يصل أهل اليمن، فيرفضُّ الحوض عليهم، أي: يسيل، يقال: ارفضَّ الدمع: إذا سال.
و(قوله: يشخب فيه ميزابان من الجنة) أي: يسيل، وهو بالشين والخاء المعجمتين، والشخب - بالفتح في الشين - المصدر، وهو السيلان، وبالضم: الاسم. يقال في المثل: شُخب في الأرض وشُخب في الإناء. وأصل ذلك في الحالب المفرط. وفي الرواية الأخرى: يَغُتُ بالغين المعجمة، وبالمثناة فوق، هي الرواية المشهورة، ومعناه: الصبُّ المتوالي، المتتابع. وأصله: إتباع الشيء الشيء، يعني: أنه يصب دائمًا متتابعًا صبًا شديدًا سريعًا، وقد رواه العذري: يَعُبُّ بالعين المهملة، وبالموحدة، وكذا ذكره الحربي، وفسَّره بالعَبِّ، وهو شرب الماء جرعة بعد جرعة، ورواه ابن ماهان:[يثعب - بثاء مثلثة قبل العين المهملة - ومعناه: تتفجَّر وتسيل، ومنه: وجرحه](٢) يثعب دمًا.
(١) رواه الترمذي (٢٤٣٣) وقال: حسن غريب. (٢) ما بين حاصرتين سقط من (ج ٢).