في غير كتاب مسلم: أنه - صلى الله عليه وسلم - كرهه لرائحته، فقال:(إني يحضرني من الله حاضرة)(١)، يريد: الملائكة. فيكون هذا كنحو ما قال في الثوم:(إِنِّي أناجي من لا تناجي)(٢).
قلت: ولا بُعد في تعليل كراهة الضب بمجموعها (٣).
وإنما كان يُسمَّى له الطعام إذا وُضع بين يديه ليقبل على ما يحب، ويترك ما لا يحب؛ فإنَّه - صلى الله عليه وسلم - ما كان يذمُّ ذواقًا، فإن أحبَّه أكله، وإن كرهه تركه، كما فعل بالضبِّ.
و(قوله: لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه) أي: أكرهه. يقال: عِفت الشيء أعافه [عيفًا: إذا كرهته. وعِفتُه أُعِيفُه](٤) عيافة: من الزجر. وعافَ الطيرُ،
(١) رواه مالك في الموطأ (٢/ ٩٦٧). (٢) رواه البخاري (٨٥٥)، والبخاري (٥٦٤) (٧٣). (٣) سقطت من (ز). (٤) ما بين حاصرتين سقط من (ع).