وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ستفتح عليكم الأرضون، ويكفيكم الله)؛ أي: أمر العدو بالظهور عليه، وبالتمكين منه، وقد كان كل ذلك، وهذا من دلائل صحة نبوته (١).
وقوله:(فلا يعجز أن يلهو أحدَّكم بأسهمه)؛ أي: يجعل الرَّمي بدلًا من اللهو، فيندرج عليه، ويشتغل به حتى لا ينساه، ولا يغفل عنه فيأثم، على ما جاء في حديث عقبة بن عامر، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:(إن الله يدخل بالسَّهم الواحد ثلاثة نفر الجنَّة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، ومنبله، والرامي به. وأن ترموا أحبّ إليّ من أن تركبوا. ليس من اللهو إلا ثلاث: تأديب الرجل فرسه، وملاعبته أهله، ورميه بقوسه ونبله. ومن ترك الرمي بعدما علمه رغبة عنه فإنها نعمة تركها - أو قال: كفرها -). خرَّجه أبو داود (٢). ويدل عليه حديث فقيم المذكور في الأصل على ما يفسر بعد.
وقوله:(من علم الرمي ثم تركه فليس منا، أو قد عصى)؛ هذا شك من
(١) ما بين حاصرتين ساقط من (ع). (٢) رواه أبو داود (٢٥١٣)، والترمذي (١٦٣٧)، والنسائي (٦/ ٢٨).