اتهمه النجاشي فنفخ في إحليله سحرًا، فهام على وجهه في البرّية فهلك (١). ويدل على ذلك أيضًا: أن عقبة بن أبي مُعَيطٍ لم يقتل ببدر، بل حمل منها أسيرًا حتى قتله النبي -صلى الله عليه وسلم- بعرق الظبية صبرًا.
و(القليب): البئر غير المطوية.
وإجابة الله تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم- في مثل هذا الدعاء من أدلة نبوَّته، وصحتها.
و(سُحِبوا): جروا على وجوههم.
ويوم العقبة: هو اليوم الذي لقي فيه ابن عبد ياليل بن عبد كلال في آخرين فكذبوه، وسبُّوه، واستهزؤوا به، فرجع عنهم، فلقيه سفهاء قريش، فرموه بالحجارة حتى أدموا رجليه، وآذوه أذًى كثيرًا.
وقوله:(لم أستفق)؛ أي: لم أفق- مما كان غشيه من الهم- إلا بقرن الثعالب (٢)؛ أي: لم يشعر بطريقه إلا وهو في هذا الموضع، وهو قريب من قرن المنازل، الذي هو ميقات أهل العراق، وهو على يوم من مكة.
و(الأخشبان): جبلًا مكة. و (أطبق)؛ أي: أجعلهما عليهم كالطبق.
وإذا تأملت هذا الحديث انكشف لك من حاله - صلى الله عليه وسلم - معنى قوله:{وَمَا أَرسَلنَاكَ إِلا رَحمَةً لِلعَالَمِينَ}
(١) انظر: البداية والنهاية لابن كثير (٣/ ٧٠ و ٧٦). (٢) ما بين حاصرتين ساقط من (ج).