رواه أحمد (٢/ ٥٣٨)، ومسلم (١٧٨٠)(٨٤ و ٨٦)، وأبو داود (١٨٧٢) و (٣٠٢٣).
ــ
مفارقته، أو مفارقة أوطانهم، على أن قالوا هذا الكلام، وقد بيَّنوا عذرهم عن هذا حيث قالوا:(ما قلناه إلا ضنًّا برسول الله -صلى الله عليه وسلم -؛ أي: بخلًا.
وإخباره -صلى الله عليه وسلم- إياهم بما قالوا، معجزة من معجزاته.
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ألا فما اسمي إذًا؟ ) قيل: إنما قال ذلك تنبيهًا على صدقه لما ظهرت معجزته بإخباره عما غاب عنه، كما كان يقول عند ظهور الخوارق على يديه:(أشهد أني رسول الله)(١). وقيل: إنما قال ذلك تنبيهًا على أن صدق اسمه (محمد) عليه يمنعه من نقض العهد، وترك القيام بحق من له حق، فكأنه قال: لو فعلت ذلك لما استحققت أن أسمّى: محمدًا، ولا: أحمد؛ وكلاهما مأخوذ من الحمد. ويدل على صحة هذا التأويل قوله:(المحيا محياكم، والممات مماتكم)(٢)؛ أي لا أفارقكم حياتي ولا موتي. وبكاء الأنصار إنما كان فرحًا وصبابة برسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
(١) رواه البيهقي في دلائل النبوة (٦/ ٢٢٩). (٢) هو حديث الباب.