ثقيف. وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- لما رأى جدهم وامتناعهم قال لأصحابه:(إنا قافلون غدًا إن شاء الله)؛ على جهة الرفق بهم، والشفقة عليهم، فعظم عليهم أن يرجعوا ولم يفتحوا ذلك الحصن. ورأوا أن هذا العرض من النبي -صلى الله عليه وسلم- على جهة (١) المشورة، فلما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جدهم في هذا، وما ظهر لهم، قال لهم:(اغدوا على القتال)، فلما أصابتهم الجراح، وقتل منهم جماعة على ما ذكر أهل التواريخ، قال لهم:(إنا قافلون غدًا)؛ فأعجبهم ذلك لما أصابهم من شدة الحال، ولما لقوا، فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- لما رأى من اختلاف قولهم عند اختلاف الحالين، ورجوعهم إلى الرأي السديد، لكن بعد مشقة.
وفيه من الفقه: جواز محاصرة العدو، والتضييق عليهم، الإمام أصحابه، وعرضه عليهم ما في نفسه، وسلوكه بهم طريق الرفق والرحمة.
و(القافل) هو الراجع من السفر. والجماعة: القافلة. ولا يقال لهم في ابتداء سيرهم: قافلة. بل: رفقة.
ومشاورة النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه حين بلغه (٢) إقبال أبي سفيان. وإعراضه عن