عن (٢) عمر بن الخطّاب، قال: لّما نزلت (٣) هذه الآية، سألت النّبيّ عليه السّلام فقلت: يا نبيّ الله، فعلى ما نعمل؟ على شيء قد فرغ منه، أو على شيء لم يفرغ منه (٤)؟ فقال:«بل على شيء فرع عنه، وجرت به الأقلام يا عمر، ولكن كل ميسر لما خلق له». (٥)
١٠٦ - {زَفِيرٌ:} صوت الصّدر. {وَشَهِيقٌ:} صوت الحلق، وكلاهما من أصوات المكروبين. (٦) ويحتمل: أنّ هذا في نهيق الحمار. (٧) ويحتمل: هذا في القبر، كقوله تعالى:{النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا}[غافر:٤٦]، وقوله عليه السّلام:«القبر روضة من رياض الجنّة، أو حفرة من حفر النّيران»(٨).
١٠٧ - {ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ:} يحتمل: كون أنفسهم اللطيفة في النار قبل مجيء القيامة، وانفطار السّماء، وتبدّل الأرض، وبعثرة ما في القبور (٩)، والاستثناء حالة الرّقدة والصّعقة. ويحتمل: أنّ المراد بالسّماوات: سقوف النّار ودركاتها، والاستثناء حالة العرض والحساب، (١٦٢ و) أو حالة عقوبة الاستهزاء. ويحتمل: أن المراد ببقاء السّماوات والأرض: بقاء أجزائهما لا بقاء تآليفهما، ولا دلالة على فناء الأجزاء المتلاشية بعد الوجود، والاستثناء حالة الدّنيا. وقيل: جرى مجرى الأمثال (١٠)، كقولهم: لا آتيك سنّ الحسل (١١)،
(١) القائل: عبد قيس بن خفاف البرجمي التميمي. مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ١/ ١٢٨ و ١٣١ و ٢/ ٩١٦، والمفضليات ٣٨٥، والتنبيه والإيضاح عما وقع في الصحاح ١/ ١٣٦، وشمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ٢١٨،١١٧٧،١٦٧٣. (٢) ك: وعن. (٣) ك: أنزلت. (٤) الأصول المخطوطة: عنه، هي والتي قبلها، والتصحيح من كتب التخريج. (٥) أخرجه الترمذي في السنن ٥/ ٢٧٠، وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث عبد الملك بن عمرو، وعبد بن حميد في مسنده ١/ ٣٦، والهيثمي في مجمع الزوائد ٧/ ١٩٤، وابن حبان في الصحيح ١/ ٣١٢. (٦) ينظر: الغريبين ٣/ ٨٢٢، ولسان العرب ١٠/ ١٩١. (٧) ينظر: الغريبين ٢/ ٨٢٢، ولسان العرب ١٠/ ١٩١، واللباب في علوم الكتاب ١٠/ ٥٥٦. (٨) جزء من حديث طويل، أخرجه الترمذي في السنن (٢٤٦٠)، والطبراني في المعجم الأوسط (٨٦١٣)، والمنذري في الترغيب والترهيب ٤/ ١١٨ و ١١٩، وكشف الخفاء ٢/ ١١٨. (٩) ك: بعثرت القبور، بدل (بعثرة ما في القبور). (١٠) تفسير البغوي ٤/ ٢٠٠، وزاد المسير ٤/ ١٢٣، وفتح الرحمن بكشف ما يلتبس من القرآن ١٩٤. (١١) مثل يضرب على عدم القدوم مطلقا، لأن الحسل ابن الضب وهو يعمر طويلا. ينظر: أدب الكاتب ١/ ١٢٨، وجمهرة الأمثال ٤١٥، والمستقصى في أمثال العرب ٢/ ٢٤٤.