وهي ثمان (٢) وتسعون آية في غير عدد أهل مكة وإسماعيل. والله أعلم بذلك.
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ - {كهيعص:} ابن عباس: هذه الحروف ثناء أثنى الله بها على نفسه، قال: كاف هاد عليّ صادق. (٣) وروي عن ابن عباس: كاف من كريم (٤)، وها من هاد، ويا من أمين، وعين من عليم، وصاد من صادق. (٥) وعن سعيد بن جبير قال: كاف هاد أمين (٦) عالم صادق. (٧) قال الأمير: ويحتمل كفيناك هديناك يمنّاك (٨) علّمناك صدّقناك، أو عصمناك، وأصلحناك. ويحتمل:
أنّه يتّصل بما بعده، والتقدير: كتابنا هدانا بها العالم الصادق.
٢
و٣ - {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيّا}. . . {نِداءً خَفِيًّا:}(٩) قال عليه السّلام: «خير الدّعاء الخفيّ، وخير الرزق ما يكفي». (١٠)
{شَقِيًّا:} وإنّما قال ذلك لأحد معان (١٣) أربعة: إما لنفي ما أصابه من وهن العظم، وشيب الرأس أن يكون أصابه لمقاساته شدّة العبادة، واحتماله أعباءها كما في نبيّنا عليه السّلام
(١) قال القرطبي في التفسير ١١/ ٧٢: سورة مريم مكية بإجماع. (٢) في فنون الأفنان ١٤١، وجمال القراء ٢/ ٥٣٠ ومنار الهدى ٤٧٥: تسع وثمانون عند غير عدد أهل مكة والمدني الأول، أما المدني الأول والمكي تسع وتسعون آية. (٣) ينظر: تفسير الطبري ٨/ ٣٠١ - ٣٠٥، والدر المنثور ٥/ ٤٢٢ عن عكرمة. (٤) ك: مريم. (٥) ينظر: تفسير الطبري ٨/ ٣٠١ - ٣٠٥، وزاد المسير ٥/ ١٥٢ - ١٥٣، والدر المنثور ٥/ ٤٢١. (٦) الأصول المخطوطة: يمين، والتصحيح من مصادر التخريج. (٧) تفسير الطبري ٨/ ٣٠١ - ٣٠٥، والدر المنثور ٥/ ٤٢٢. (٨) أ: عناك. (٩) (نِداءً خَفِيًّا) غير موجود في أ. (١٠) أخرجه ابن المبارك في المسند ١/ ١٥٤، وأحمد في المسند ١/ ١٧٢، والدورقي في مسند سعد ١/ ١٣٤، والهيثمي في موارد الظمآن ١/ ٥٧٧ بلفظ: «خير الذكر. . .» عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. (١١) الأصول المخطوطة: باشتعاله. (١٢) أ: الثقيلة. (١٣) الأصول المخطوطة: معاني.