١ - (٢٩٨ و){يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا:} عن ابن جريج قال: أخبرني ابن أبي مليكة: أنّ عبد الله بن الزّبير أخبرهم: أنّه قدم ركب من بني تميم على النّبيّ عليه السّلام، فقال أبو بكر: بل أمّر القعقاع بن معبد (٣) بن زرارة، وقال عمر: بل أمّر الأقرع بن حابس، فقال أبو بكر: ما أردت (٤) إلا خلافي، فقال: ما أردت إلاّ (٥) خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزلت في ذلك:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا} الآية. (٦)
وعن مسروق بن الأجدع قال: كنّا عند عائشة أمّ المؤمنين يوم عرفة، والنّاس يشكّون، يرون أنّه يوم النّحر، فقالت لجارية لها: أخرجي لمسروق سويقا وحلّيه، فلولا أنّي صائمة لذقته، قال:
قلت: ما بك صمت هذا اليوم وهو يشك فيه؟ فقالت: نزلت هذه (٧) الآية في مثل هذا: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ} كان قوم يتقدّمون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الصّوم وما أشبهه، فنهوا عن ذلك. (٨)
وعن الحسن: أنّ قوما ذبحوا قبل أن يصلّي النّبيّ عليه السّلام يوم النّحر، فأمرهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يذبحوا ذبحا آخر، فأنزل الله عز وجل:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا.}(٩)
وعن الكلبيّ: أنّ الآية نزلت في المنذر بن عمرو السّاعديّ وأصحابه حين قتلوا رجلين من أهل الميثاق، فوداهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. (١٠)
(١) تفسير غريب القرآن ٤١٥، وزاد المسير ٧/ ٢١٨، والدر المنثور ٧/ ٤٧٢ عن ابن عباس وابن الزبير. (٢) البيان في عد آي القرآن ٢٣٠، وجمال القراء ٢/ ٥٤٥، والإتقان في علوم القرآن ١/ ١٨٣، وإتحاف فضلاء البشر ٥١٢. (٣) أ: سعيد. (٤) أ: أرحب. (٥) هكذا في الأصول المخطوطة، أما في الصحيح وكتب التخريج فهو عدم وجودهها، وهو الصواب، والله أعلم. (٦) أخرجه البخاري في الصحيح (٤٨٤٥)، والنسائي في الصغرى ٨/ ٢٢٦، وأبو يعلى في المسند (٦٨١٦). (٧) ساقطة من ع. (٨) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ١/ ٣١٤، والطبراني في الأوسط (٢٧١٣)، وقال الهيثمي في المجمع ٣/ ١٤٨: فيه حبال بن رفيدة مجهول. (٩) التمهيد لابن عبد البر ٢٣/ ١٨٢، وتخريج الأحاديث والآثار ٣/ ٣٢٥ وقال الزيلعي: غريب. (١٠) أخرجه البيهقي في الشعب ٢/ ١٩٦ عن مقاتل بن حيان. وينظر: تخريج الأحاديث والآثار ٣/ ٣٢٣.