مكية إلا ثماني (٢) آيات نزلن بالمدينة في وفد ثقيف، وهو قوله:{وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ. . .}
[الإسراء:٧٣] إلى [آخر](٣) الآيات الثماني. وعن ابن عباس قوله:{رَبِّ أَدْخِلْنِي. . .}
[الإسراء:٨٠] نزلت بين مكة والمدينة. وعن ابن المبارك: قوله: {وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ. . .}
[الإسراء:٧٦]، وقوله (٤): {رَبِّ أَدْخِلْنِي. . .} نزلت (٥) في اليهود، حيث قالوا لرسول الله:
ليست هذه الدار بدار الأنبياء. (٦) وعن الحسن: أنّ خمس آيات نزلت بالمدينة: {وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي. . .}[الإسراء:٣٣]، {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى}[الإسراء:٣٢]، {أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ}[الإسراء:٥٧]، {أَقِمِ الصَّلاةَ. . .}[الإسراء:٧٨]، {وَآتِ ذَا الْقُرْبى}[الإسراء:٢٦].
وهي مئة وعشر آيات في غير عدد أهل الكوفة، (٧) والله أعلم. (١٨٤ ظ)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ - {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ:} عن عمرو بن شعيب (٨)، عن أبيه، عن جده، قال: أسري برسول الله ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الأوّل، وذلك قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا. وقيل: كان الإسراء قبل الهجرة باثني عشر، أو ثلاثة عشر شهرا، وأنّ الذي كان قبل
(١) هذا الاسم الذي ورد في حديث عائشة رضي الله عنها إذ تقول: ((كان النبي عليه السّلام لا ينام على فراشه حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر))، وكذلك روي عن ابن مسعود أنه قال: في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء أنهن من العتاق الأول. وهذا الاسم هو المشهور في عهد الصحبة لهذه السورة كما قال ابن عاشور في تفسيره ١٥/ ٥، والاسم الأكثر شهرة لهذه السورة هو سورة الإسراء. ينظر: أسماء السور القرآنية ١٣٧. (٢) ع: ثمان. (٣) زيادة يقتضيها السياق. (٤) ع: في قوله. (٥) (نزلت بين. . . نزلت)، ساقطة من ك، وبدلا من (نزلت) الثانية: نزل. وفي أ: نزل. (٦) ينظر: زاد المسير، وجمال القرّاء ١/ ١٢٦. (٧) أما عدد آياتها عند أهل الكوفة مئة وإحدى عشرة آية. ينظر: فنون الأفنان ١٣٩، وجمال القراء ٢/ ٥٢٩، ومرشد الخلان إلى معرفة عد آي القرآن ٢٨. (٨) هو أبو إبراهيم عمرو بن شعيب بن عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي، توفي ١١٨ هـ. ينظر: الضعفاء الصغير للبخاري ٨٤، وبيان الوهم والإيهام ٤/ ٤٤٠، وذكر أسماء من تكلم فيه ١٤٥. وقال الدارقطني: لعمرو ثلاثة أجداد: الأدنى منهم محمد، والأوسط عبد الله، والأعلى عمرو، وقد سمع من الأدنى محمد، وهو لم يدرك النبي عليه السّلام، وسمع جده عبد الله، فإذا بيّنه وكشفه فهو صحيح. ينظر: تهذيب الكمال ٢٢/ ٧٣.