٥ - ٩ - عن جابر قال: سأل سراقة بن جعشم رسول الله عليه السّلام فقال: يا رسول الله، أخبرنا عن عمرتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد؟ قال:«بل للأبد»، قال: أخبرنا عن ديننا هذا كأنّا خلقنا له [السّاعة](٣)، في أيّ شيء العمل، في شيء قد جرت (٤) فيه الأقلام، وثبتت (٥) فيه المقادير، أم في شيء نستأنف فيه العمل؟ [قال:«بل فيما تثبت فيه الأقلام»] (٦)، قال: ففيم العمل يا رسول الله؟ فقال عليه السّلام:«اعملوا فكلّ عامل ميسّر لعمله، ومن كان من أهل الجنّة يسّر لعمل أهل الجنّة، ومن كان من أهل النّار يسّر لعمل أهل النّار»، ثمّ تلا هذه الآية: {فَأَمّا مَنْ أَعْطى وَاِتَّقى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى (٧) وَأَمّا مَنْ بَخِلَ وَاِسْتَغْنى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى.} (٧)
١٢ - {إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى:} كلام مقتصر على أحد طرفيه، يعني: الهدى والإضلال. (٨)
وقيل:{لَلْهُدى:} لمن قدّرنا له الهدى على قصد السّبيل. (٩)
١١ و ١٧ و ١٨ - ذكر الكلبيّ أبا سفيان في قوله:{وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدّى} وأبا بكر الصّدّيق في قوله: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكّى} (١٨). (١٠)
١٩ - {وَما لِأَحَدٍ:} أي: ليست لفقير عنده يد تجب عليه. (١١)
(١) مجمع البيان ١٠/ ٢٩٥، وزاد المسير ٨/ ٢٧٤، وتفسير القرطبي ٢٠/ ٨٠. (٢) البيان في عد آي القرآن ٢٧٦، وفنون الأفنان ٣٢٣، وجمال القراء ٢/ ٥٥٧. (٣) ما بين المعقوفتين زيادة من كتب التخريج. (٤) أ: ضرب. (٥) أ: وثبت. (٦) ما بين المعقوفتين زيادة من كتب التخريج. (٧) أخرجه أبو حنيفة في المسند ٢٩، والطبراني في الكبير (٦٥٦٥)، وأخرجه مسلم في الصحيح (٢٦٤٨) بألفاظ متقاربة. (٨) ينظر: معاني القرآن للفراء ٣/ ٢٧١، ومعاني القرآن وإعرابه ٥/ ٣٣٦، وتفسير البغوي ٨/ ٤٤٧. (٩) معاني القرآن للفراء ٣/ ٢٧١، وتفسير البغوي ٨/ ٤٤٧، وتفسير البيضاوي ٥/ ٣١٧. (١٠) الدر المنثور ٨/ ٤٩١. وقال ابن جزي في التسهيل ٤/ ٢٠٣: «وقيل: إن آية الذم نزلت في أبي سفيان بن حرب، وهذا ضعيف، لقوله: فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى (٧) [الليل:٧]، وقد أسلم أبو سفيان بعد ذلك». (١١) ينظر: معاني القرآن للفراء ٣/ ٢٧٢، وتفسير السمرقندي ٣/ ٥٦٦، وتفسير البغوي ٤٤٩.