الربيع زوج زينب - رضي الله عنها - بنت رسولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، والصِّهْرُ يُطْلَقُ على: الزوج وأقاربه، وأقارب المرأة، وهو مشتَقٌّ من صهَرتُ الشئَ وأصْهَرْتُهُ: إذا قرَّبْتُهُ. والمصاهرة: مقارَبَةٌ بين الأجانب والمتباعدين). (١)
انتهى.
وقال ابن حجر: (قال ابن التين: أصح ما تحمل عليه هذه القصة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حرَّم علَى علِيٍّ أن يجمع بين ابنته، وبين ابنة أبي جهل؛ لأنه علَّل بأن ذلك يؤذيه، وأذيته حرامٌ بالاتفاق.
ومعنى قوله: لا أحرِّم حلالاً: أي هي له حلال، لو لم تكن عنده فاطمة.
وأما الجمع بينهما الذي يستلزم تأذي النبي - صلى الله عليه وسلم - لتأذي فاطمة به؛ فلا.
وزعم غيرُه أن السياق يُشعر بأن ذلك مباحٌ لعلي، لكنه منعَه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - رِعايةً لخاطرِ فاطمة، وقَبِلَ هو ذلك؛ امتثالاً لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -.
والذي يظهر لي أنه لا يبْعُد أنْ يُعَدَّ في خصائصِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أن
(١) «شرح النووي على مسلم» (١٦/ ٢ ـ ٤).
وانظر: «إكمال المعلم بفوائد مسلم» للقاضي عياض (٧/ ٤٧٢ ـ ٤٧٤)، و «مشكل الآثار» للطحاوي (١٢/ ٥١٦)، وفي ثنايا حديثه: سبب ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا العاص دون عثمان بن عفان - رضي الله عنهما -، وملخصه: أنَّ له نظيرَ ما لعليِّ من السوابق بخلاف أبي العاص، فكان فيه تنبيهاً لعليٍّ وحثاً له على الامتثال ... إلخ.