- صلى الله عليه وسلم -، (١) ولو تركَهَا لقبلتُها). (٢)
وكذلك أمُّ سُليم = أمُّ أنس بن مالك - رضي الله عنهما - قالت لابنها أنس خادمِ
النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما حبَسَكَ؟ قال: بعثني رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لحاجة، قالت: ما حاجتُه؟ قال: إنها سِرٌّ، قالت: لا تحدِّثَنَّ بسِرِّ رسولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - أحداً.
قال أنس لراوي الحديث عنه وهو ثابت البناني: واللَّهِ لو حدَّثْتُ به أحداً لحدثتُكَ يا ثابت. (٣)
- عُلِم مما سبق أنه يجوز إظهار السِّرِّ إذا انتهى وقتُه، بإظهارِ اللَّهِ له، أو أظهرَهُ صاحبُه الذي أسرَّ بِهِ. (٤)
(١) قال ابن هبيرة في «الإفصاح» (١/ ٧٧): (وفي هذا الحديث ما يدل أيضاً على أن على الصاحب أن يكتم من سِر صاحبه ما لم يستكتمه إياه، فإن أبا بكر - رضي الله عنه - قال: «علمتُ أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ذكرها»، ولم يقل: أسرَّ إليَّ ولا استكتَمَنِي). (٢) أخرجه: البخاري في «صحيحه» رقم (٤٠٠٥)، و (٥١٢٢)، و (٥١٤٥)، ومسلم في ... «صحيحه» رقم (١٠٠٢). (٣) أخرجه: مسلم في «صحيحه» رقم (٢٤٨٢)، وهو عند البخاري مختصراً برقم ... (٦٢٨٩). (٤) ينظر في المسألة: «مشكل الآثار» (٩/ ٧ ـ ١٣)، «شرح صحيح البخارى» لابن بطال ... (٧/ ٢٣٠)، «فتح الباري» لابن حجر (٩/ ١٧٧). ... = وينظر في السِّرِّ، كتمانه وإفشائه: «الصمت» لابن أبي الدنيا (ص ٢١٣)، «اعتلال القلوب» للخرائطي (٢/ ٣٣٥)، «روضة العقلاء ونزهة الفضلاء» لابن حبان ... (ص ١٨٧)، «بهجة المجالس» لابن عبدالبر (٢/ ٤٥٨)، «الرسائل» للجاحظ ... (١/ ١٣٥)، «محاضرات الأدباء» للراغب الأصبهاني (١/ ٢٥٤)، «الآداب الشرعية» لابن مفلح (٢/ ٢٥٦)، «غذاء الألباب» للسفاريني (١/ ١١٥)، «موسوعة الأخلاق» ط. الدرر السنية (٢/ ٧١ ـ ٩٥).